فصل: الحركة الشقيرية الخواطرية

img-1

تأسست الحركة الشقيرية الخواطرية قبل عشر مواسم رمضانية، ويعتبر مؤسسها أحمد الشقيري.. عفواً الأستاذ – تاج راسي-أحمد الشقيري مؤسس هذه الحركة التي نشأت عن نفس السبب، وولدت من ذات الملاحظة التي سنناقشها في هذه السلسلة من التدوينات ألا وهي: التجمعات الخليجية والمجتمعات الإنسانية. ذاك أن فرداً من هذه التجمعات الخليجية، أحمد الشقيري .. عفواً الأستاذ – تاج راسي-أحمد الشقيري أخذ يقارن ملامح بعض المجتمعات البشرية وما نحن عليه كتجمعات عربية معللاً ذلك ببعض السلوكيات وكثير من العادات وقد بدى هذا جلياً في السنة الرابعة من عمر الحركة الشقيرية وتأثرها بالكايزن الياباني改善- أي التطور- ومقارنة هذا بأقرب ما وصلنا “للكايزن” كعرب وهو المغنية الأردنية دانيا “كورزون” وهذا أخذ بقشور المواد، وظاهر أسبابها في حين أن بواعث هذه السلوكيات الخاطئة أعمق من هذا ويعود لنظرة الفرد على أنه جزء من جماعة لا من مجتمع. وفي كل عام كانت تتوارد الأنباء من هذا العام هو العام الأخير للحركة كان أعضاؤها في ازدياد وكانوا يزدادون تطرفا وهم يقولون: #باقية #باقية و #تتمدد حتى بلغت مبلغها مؤخراً وفي موسمها الأخير، إذ صادف أني قد أفطرت لتوي وكنت في حالة من التغييب وانخفاض معدل الكافيين ما جعل مني أهلوس. ثم أن الله شملني بلطفه فجيء بكوب الدنكن دونتس أمامي، وجعلت أحتسي منه حتى بدأت أميز الصور الضبابية والأصوات المختلطة والتفت حولي لأتثبت من مكاني وأنا أحمل الكوب في يدي. توجد شاشة بداخلها الأستاذ – تاج راسي-أحمد الشقيري وهو يقول: شوفوا إحنا تكلمنا تطبيق حق سيارات الأجرة وهنا في الرياض تطبيق اسمه أوبر. هنا حدثت نفسي، كتمرين ذهني فسردت كل ما أعلمه عن شركة Uber همساً، فقلت: • شركة تكنولوجية قائمة على الربط بين السائق والمستأجر. • ثمنت ب17 بليون دولار تقريباً (تقييم الشركة اليوم بمبلغ قدره 18 بليون دولار أمريكي) • تسببت في الكثير من مظاهرات سائقي الأجرة في أوروبا كافة. • تأسست في العام 2009 وهنا سمعت صوتاً وجلبة، شربت المزيد من القهوة كي استوعب: وإذ بشاب مفتول العضلات، ضخم يصرخ فيني: لا لا، الأستاذ أحمد قال إنهم اخترعوا التطبيق بعد ما شافوه قبل كم سنة. ارتشفت القهوة بهدوء، قلت له الشركة تأسست في العام 2009 أي في العام الخامس من عمر الحركة الشقيرية، فصمت وتفكّر ثم قال: لا ضير، هناك من شاهد الأستاذ أحمد فجلب التطبيق إلى الرياض. هنا أخذت أعض على إبهامي من الغيظ، الشاب مغيب تماما! وقد دار هذا الحوار البسيط بيني وبين عقلي الباطن: حديس (حديث) الروح: أنا: هل أصب القهوة فوق رأسه؟ علها ستكون صدمة لكنها حتماً ستوقظه! عقلي الباطن: تخسي أنا: أبيت اللعن! “أفا يا ذا العلم باللغة العربية” ويحك لم؟ عقلي الباطن: شوف حجمه وشوف حجمك! هذا حتى خدوده فيها عضلات.. أنا: صحيح، وكذلك أنا أكبر عمراً منه. عقلي الباطن: بارك الله فيك أنا: ومستواي الثقافي لا يسمح لي باشتباك وعراك غير حضاري. عقلي الباطن: لله درك! أنا: لولا العمر، والعلم لكن لي معه شأن آخر. عقلي: عفيه! هذا الرأي. في هذه الأثناء كان يقبض الشاب على رؤوس ويقطعها..، أعني رؤوس بعض الفاكهة. استدركت مبتسما: لكن Uber شركة عالمية ولها خطط توسعية بغض النظر عن البرنامج وشهرته! أخذ يزبد ويرعد، ووجهه يصطبغ بالحمرة وهو يشير بإصبعه إلى كتفه في عصبية واضحة ويقول: إحسان! أنا: إحسان مين؟ عبد القدوس؟ أخذ يصرخ: يا حبيبي .. الأستاذ أحمد إنسان رائع، وأنت … أنت أنت مجرد حاقد. هنا تذكرت عقلي الباطن وهو يقول “تخسي” أخذت نفسا عميقاً فقلت: صحيح هو أكثر من رائع، وكثيرا ما يقال أني شبيه الأستاذ أحمد. قاطعني: تاج راسك! زفرت “تاج راسي” وأصررت على الهدوء.. يقال أني أشابهه. صرخ “اسكت..اسكت” كانت اسكت الأولى تنم عن غضب عميق أشبه بمن سمع من يشتم أباه، أو يتعرض لآلهته بسوء! أما اسكت الثانية فكانت اقرب للرجاء وأحسبه لاحظ الشبه حينها. وحين أخبرته بأن هذا هو الموسم الأخير للحركة الشقيرية الخواطرية. ضحك في هستيريا عصبية “أنت حاقد” تركته وهو يهذي ويحدث نفسه: #باقية #باقية و#تتمدد إلى مواسم أخرى. التطرف لا يعرف شهادة جامعية أو مرحلة عمرية، التطرف لا يعرف قدراً يحسر عنده ولا علما يحصر فيه. قد ترى تطرفاً في الدين أو في كرة القدم، فكما أن هناك الأستاذ –تاج راسي-أحمد الشقيري هناك الكابتن – عمك-ميسي، وفضيلة –تاج راسي-الشيخ محمد العريفي. وهؤلاء الأساتذة جميعاً لم يحرضوا أتباعهم على التطرف. التطرف علة في ذات المرء تسلبه القدرة على النظر في المرآة، ومصارحة النفس، والاعتراف بالخطأ. لا تستغرب فالتطرف يستطيع أن يجعل من الشاب المتزن المتعلم المعضل شخص يزبد ويرعد وهو ممسك بسكين يجز به الرؤوس… أعني رؤوس الفواكه.

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. تجمعات خليجية ومجتمعات بشرية

    2014/08/19 - 01:06 ص

    […] فصل: الحركة الشقيرية الخواطرية […]

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات