ما شاء الله عليك، ليش ما عندك بزنس؟

كثيراً ما روجت في الآونة الأخيرة بعض الشراكات العامة و الخاصة التجارة خصة في الجانب المتعلق بالمشاريع الصغيرة و المتوسطة، لارتباطها الفعلي بتوفير الوظائف. لكن كثيراً ما يلقى أي شاب أو شابة يملك روح التجارة و المغامرة نفسه حائراً أمام ما يلي: لماذا لم تبدأ بمشروعك التجاري؟لعله أكثر سؤال يطرح علي بعد أن يتم سؤالي: “أنت ليش تتعلم ياباني؟” (أو الأسئلة التي تطرح علي من قبل الأجانب) فرأيت أن أوفر على نفسي الإجابة و أكتفي بنقل الرابط، لكي يتم الحوار على هذا المنوال:

ما شاء الله عليك، ليش ما عندك بزنس؟

عفواً إيميلك أخوي؟ سوف أرسل لك الرابط.

…إلخ

1-      المكان.

دعنا من ضرب الأمثلة في هذه الغابة الاسمنتية، و سرد الإيجارات. لا يوجد إيجار يُمَكن أي شركة ذات رأس مال محدود من تأجير مساحة تكفي لدفن صاحب المشروع التجاري عندما يصاب بسكتة دماغية من الأسباب التالية. (حط في بالك، لم نأتي على ذكر أي مستودعات تخزين – إن وجدت – )

2-      تسجيل من الجحيم.

راجع أكثر من جهة، و حب أكثر من خشم. و صل صلاة الحاجة، و حج للبيت العتيق مشياً و ارجع -إن شاء الله- تجد رخصة البلدية، و موافقة هيئة الكهرباء و الماء، و عدم ممانعة هيئة رعاية القاصرين، و خلو سجلك – يا مجرم – من جمعية لا للعنف ضد المرأة، و شهادة طيبك من جمعية محبين الطوابع البريطانية المتحدة ذات المسؤولية المحدودة ذ.م.م  و عندها لا يخلو الأمر من مراجعة السجل العقاري، و يمكن الاستيراد و التصدير، بالرغم من أنك تريد فقط إنشاء موقع للتجارة الالكترونية!   ملاحظة: قد يتم رفض معاملتك إذا طفح السوق من النشاط المزمع (مزمع كأنها شتيمة) إنشائه و السبب: خايفين عليك تخسر.

3-      رأس المال.

غير متواجد، و قد ساعدت الحكومات الكثير من البنوك على الترهل التجاري ( تخيل أي بنك كقط سمين مدلل، يركض لمجرد اللعب لا أن يركض وراء لقمته، ما الذي يدفع هذا القط السمين للسعي بعناء و شقاء خلف عقود صغيرة لا تدر منفعة  ذات ربح يذكر في حين يستطيع أن يصبر حتى تأتيه لقمة سائغة في هيئة صفقة تجارية رابحة أو قرض لشركة عملاقة مضمون السداد مدعوم من قبل خزائن قارون يدر أرباح و فوائد من غير وجع راس)

4-      شح الدعم عن طريق دمج تلكم الشركات الصغيرة و المتوسطة في سلسلة الامداد للعقود الحكومية الهائلة. (تم حذف هذه الفقرة لعيون حبايبنا المحتكرين .. حاضرين لك حبيبي الهامور لعيونك كل شي حلو بدّو يصير)

5-      فيزا؟ أو ماستر كارد؟

أقصد بالفيزا تأشيرة العمال، طيب عمالة من نطاق جغرافي محدد ترضى بهذه النوعية من العمل الشاق! لا … لا ينبغي لك أن تحضر شخصياً و تعانق من يقبع خلف الطاولة و تشرح له بعدم استطاعتك توفير الأجر المتطلب من النطاق الجغرافي المفروض عليك.

6-      سكن العمال. (راجع النقطة الأولى)

7-      أنت و حظك. عاينت مشروع شبابي ناجح، خطة العمل و لا أروع، التوقعات الاقتصادية و لا أدق.. الهمة و العزيمة و لا أصدق. فشل فشل ذريع! فشل يجعلك تأخذ معاشك و تقبل يد مديرك و تصرخ: أنا واطي لو فكرت أعيش ثانية بدونك.  لسبب لا يعلمه إلا الله سبحانه، و هو حفر الشارع لشهور طويلة حتى نسى أصحاب الحفر فيم يحفرون و نسى من أمر بالحفر لم يحفرون؟ و تم سد الحفرة و تم إغلاق المشروع لأن الزبون كان يعمل ضمن الآية الكريمة ” وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ

8-      فش وكت (وقت باللهجة الخليجية الأردنية)

أصبح من الطبيعي الآن أن يمضي أكثر من نصف يومك في وظيفة ما، هذا بالإضافة لبعض المهام التي توكل إليك في آخر ثانية من آخر دقيقة لآخر ساعة من آخر يوم للوفاء بعهد لم تقطعه أنت! و إلا صفقني.كم إن حصلت على تقييم سنوي نفس بقية الموظفين.

9-      تضارب مصالح. أولاً: تعداد الشعب قليل. ثانياً : ينبغي للشركة أن تكون مملوكة بنسبة 51% على الأقل من قبل مواطن إلا لبعض النشاطات في بعض الأماكن في بعض الأوقات. و عليه: ستمر عليك معاملة يقوم بها ابن عمك الشاب بشركته الناشئة سترفضها بكل نزاهة و تحتفظ بالمناقصة لتقدمها للمدقق في أقرب فرصة لتثبت له أمانتك قائلاً : لا وجود لتضارب المصالح! طيب و العمل؟ أصبح وجودي من الأساس تضارب مصالح!

10-   هذه لكم.. اكتبوها في تعليقاتكم.

سامحوني، كتبتها و القهر يمتلكني…

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. S A Sultan

    2011/06/13 - 01:59 ص

    بعد كل هالعناء وإذا افترضنا إن الله وفقك وسويت الشركة. تنحط على طول في خانة التجار اللي يمصون دماء الشعب ويستغلونهم وتصير رأس مالي علماني ماسوني ماتخاف الله. كله عشان جاتك فكره ممكن تدر عليك شوية فلوس، مافكر فيها هامور قبلك. عشان مشروعك يفشل ويفلس. وييجي هامور ويشتري برخص التراب، ويصير بقدرة قادر من اهم المشاريع التنموية لخدمة المجتمع، وتتسابق البنوك عشان تحظى بشرف تمويله والمؤسسات الحكوميه تكرس موظفيها لخدمة هذا المشروع الوطني. مسكين من اراد دخول هذا المعترك من الشباب. 

  2. الخزامى

    2011/06/13 - 12:59 م

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    موضوع جدا رائع ويلامس الواقع المرير الذي نعيشه ..

    كل ماذكرته صحيح وأوافقك الرأي ..

    قلبت علينا المواجع بأسلوب شيق ومعبر ..

    والأدهى والأمر لما يقول لك بياع في أحد المحلات الكهربائية السلعة هذي جداً رخيصة

    لكن احنا نبيعها بسعر غالي انت عارف الاجار والعمال و و و و .. الواحد يسمع هالكلام

    يصيده احباط من كل شي .. صرنا ضحايا في بلادنا :(

    :(

  3. Coffee Mug

    2011/06/26 - 03:42 ص

    اللهم إني أعوذ بك من القهر والفقر!

    عندما يطرح علي هذا السؤال, جوابي التالي:
    “ناس (بعلت) وصارت هوامير, انا (مريحني) أكون سردين وبنهاية الشهر قوطي تونا”

  4. سارة المشرف

    2011/07/10 - 02:29 م

    يعني الوضع عندكم مثلنا في السعودية ماكو فرق هههه يشيب راسك مافتح مشروعك واذا خلصت من تصاريح اللدية وكافة الوزارات وبدأت تخطو خطوات النجاح اشتغل الحسد وجاك صاحب العقار وضرب ضربته واصبحت بسبب رفع الايجار وتحس انك في النهاية تشتغل بلوشي والغريبة ان الاجانب عندنا مرتبين امورهم وفاتحين مشاريع ولها فروع مااحد يتقعد لهم

  5. منى٢٩

    2011/07/10 - 03:37 م

    عرفت عائلة باكستانية مقيمه في الدوحة رب الاسرة عنده محل مفروشات وما شاءالله لين تكلموا عن سفراتهم الصيف او عن السيارة اللي بتشتريها ربة الاسرة تقول هم من عايلة راقية مثلاً في بلادهم او انهم من ذوي الاملاك بس انصدمت لما عرفت انه جا للدوحة حافي منتف لا شهادة لا تعليم سنة ٢٠٠٢ و الله بارك له وصار الكفيل يعتمد عليه في كل شي
    المغزى من هالقصة ليش الكفيل القطري صاحب المال ما وظف عيال البلد ؟؟؟؟
    مب اهم اولى من صديقنا الآسيوي بالنعمة؟

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات