التدوين آخذ في الانقراض.

قرأت حديثاً على شبكة ال(بي. بي .سي) مقالاً مفاده أن التدوين آخذ في الانقراض أمام كل من Facebook, twitter  Gmail Buzz, وكيف أن الجيل الجديد يعشق ما قل و دل. و طبعاً لا ننس حشو المقال ببعض الإحصائيات و الاستطلاعات على شاكلة ((53.834% لكن الأمر بالنسبة لي مختلف بعض الشيء  فالبرامج الصوتية كثيرة أفكان كل من صدح بصوته هناك إعلامي؟ أم خطيبٌ مفوه ؟ و كذا أصحاب المدونات، لم يزد الأمر على موضة لكل من لا يملك ناقة ولا جمل في الكتابة و الأمر اليوم في غربلة.

و قد طلب مني أحد الإخوة ذات يوم أن أكتب مقالة في سلسلة يطرحها في مدونته، فسارعت لتـلبية طلبه و وجدته يتأخر في طرحها فجال في خاطري أن ما كتبت كان دون ذوقه العام و دون ذوق قراء مدونته و زوار موقعه . لكن استغربت كاستغرابه و تفاجئت  مثله بأن سبب التأخير هو اعتذار جم غفير ممن تواصل معه لأنهم :

لا يحسنون التعبير!

هل كان صاحب الدعوة مخطأً حين قام بطلبه؟ إطلاقاً إذ هو أرسل لأناس عرفوا عن أنفسهم بأنهم أصحاب قلم، و مُلّاك مساحات للكتابة، لكنها كتابات تنقصها الروح و يعوزها الجسد و هي فارغة كأصنام شوهاء عبدت، ما أنزل الله بها من سلطان و لم يزد أصحابها عن طرح ما يمر بهم كل يوم (اليوم أنا و أخوي، كلمت أختي و طلعنا..). هؤلاء وحدهم من يهجرون التدوين إلى غيره، لأنهم وجدوا ما كانوا يطمحون إليه. لأن الكتابة هم و ألم و هؤلاء أضعف من وقع ما تفرضه الكتابة على صاحبها.

جس الطبيب خافقي
و قال لي :
هل هنا الألم ؟
قلت له : نعم
فشق بالشرط جيب معطفي
و أخرج القلم

 

أحمد مطر.

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. Driver

    2010/02/12 - 09:31 م

    هل سينقرض التدوين؟ لا أعلم،
    لكني أعتقد بأنه ما من حاجة لرمي التدوين اليومي و إن شئت أسميته التسجيلي بأنه كتابات تنقصها قدم و ذراع،
    التدوين وسيلة للتعبير الحر عن أي شيء، ليس مساحة أدبية أو تقنية، و نعم تنقصنا المدونات المتخصصة لكن لا داعي لاجبار المدونين كافة بالتخصيص! المشكلة أعتقد في صاحبك حين أساء اختيار مساهميه، و لربما لم تعجبه تدوينتك فحسب 😛
    الشكل الجديد جميل جدا،
    دمت بخير،،

  2. القطوية

    2010/02/13 - 04:33 ص

    التدوين شكل من أشكال التعبير، ضرب من ضروب الكتابة. ولن يُضرب الذكر صفحا عنه إلا حين يتوقف البشر عن التفكير، ومن ثم التعبير، أي حين يتوقفون عن كونهم بشرا.

    في الماضي كان ذلك عبر كتابة خواطر أو مقالات تنشر على صحيفة الحائط المدرسية، أو في المجلات والصحف. واليوم مع التدوين الأمر مشابه، لكنه صار أسهل، وأكثر وفرة.

    ما سيحدث فعليا برأيي هو أن التدوين سيبدأ بعد فترة بطرح الزبد ليذهب جُفاء، أما ما ينفع الناس فسيبقى في فضاء الإنترنت وعلى أرض التدوين. والله أعلم.

    جعلنا الله وإياكم ممن ينفع الناس، و”خير الناس أنفعهم للناس” كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم. :)

  3. أبرار

    2010/02/13 - 11:36 ص

    في نظري مازال للتدوين نكهه خاصه..، و حاليا لم أستسغ فكرة الاستغناء عنه ..!
    ومن يدري ؟ لعل الايام تكون كفيله بتغير رأيي.! مع اني في الحقيقه لاأود ذالك ..

  4. Raed

    2010/02/13 - 12:48 م

    و هل طالبت بأن تبتر أطارفهم من خلاف فلا يكتبون؟ أو أن تخاط أفواههم فلا يتكلمون؟ يا driver كل ما في الأمر أني أتصور أن هناك عينة كما قالت شبكة البي بي سي هجرت التدوين و هي الفئة التي لا تلق ما أرادت في التدوين فكان twitter و facebook ما ينشدون.

  5. Raed

    2010/02/13 - 12:49 م

    أنا معك في كل ما ذكرت يا قطوية و البقاء للأطول نسماً و قلماً.

  6. Raed

    2010/02/13 - 12:54 م

    النكهة الخاصة هي أن نقتنع و يقتنع المدونون أنفسهم بأنهم هواة لا يحترفون الكتابة و لا يتكسبون منها. فمتى تم ذاك غفر القراء زلل المدونين و عذر المدونون فاختصروا و لم يطيلوا ما يكتب حتى يبلغ الكتاب.

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات