هل تلهمك القوة؟ سألت و هي تنظر إلى المسبحة فقلت في دهشة: هذه السلسلة من الخشب؟ إطلاقاً.
على بعد أميال من هنا تقدم مثل هذه للحسناوات ليتعرين من ثيابهن أثناء عيد (الماردي غراس)* . لكن الفرق يكمن في كيفية استعمالها.
فما الذي تستعملها فيه؟
أذكر ربي بها.
أتذكر إلهك بها كما نذكر العذراء بها؟
تقريباً مع الاختلاف.
نظرت إلى الأبعد قليلاً، إذ ليس من الطبيعي أن يسأل أحدهم بهذا الشغف، كان شيء يختلج بداخلها.
فالذي تقوله أيلهمك القوة؟
انتبهت لسؤالها، فأدرت دفة الحوار قائلاً : و هل تبحثين عن القوة يا سيدتي؟
نعم.
ألنقصٍ أم لإضافة؟
نظرت إلي، ثم سألتني : كم عمرك؟
اثنا و عشرين عاماً.
فليباركك الرب. أنا….
و في هذه الأثناء أقبل صاحبي و كأنه أب خائف أن (يجيب ولده العيد)** فأومأت له بأن يتفحص باقي المحل، و الحمد لله إذ فهم – بالعادة لازم أصرخ و استعين بالرسم البياني ليفهم الأخ –
أنا مصابة بالسرطان، و هو يفتك بي. أحس به، هو ليس جزءً مني فلذا أحس به يلتهمني شيئاً فشيء. لا أدري إن كان الرب غاضباً إزاء شيء فعلته؟
سيدتي، من أقرب الناس إلى الرب في عقيدتكم؟ أليس عيسى – عليه السلام – ؟
بلى.
أفلم يبتلى بخيانة أصحابه بل عندكم تقولون بأنه مصلوب.
ألستم تؤمنون بنفس الشيء؟
نحن نؤمن به، و جعلنا الإيمان به شرطاً في ديننا و نبجله و أمه قديسة لكن نرى أن الله منزه عن الولد لكن ليس هذا بيت القصيد الآن. إنما أريد منك أن تعلمي أن الرب رحيم بعباده و أنه و إن ظهر لنا الدهر قاسياً لشيء ففي طياته الرحمة.
“نقصت في الوزن.” قالت ضحكت و عيناها تترقرقان بالدموع.
أرأيت؟ هناك من يدفع أثماناً باهظة لقاء هذه الحمية. قلت مبتسماً.
ضحكت فقالت : صدقت.
ثم انتبهت، فقالت : لكن عل أجمل ما في هذا أن أبنائي اقتربوا مني فشعرت بدفئهم.
هنا، غالبني الدمع، أي عاطفة هذه التي تجرف بالأم إلى الحد الذي تجرف فيه حياتها و تأنس بمماتها إن كان سبباً في قرب أطفالها منها؟
شكراً لك و ليحمك الرب، فكم أحس بالراحة الآن. أحس بأني قريبة من الرب أحس بالرضا. أتمنى أن تزورنا و تجتمع بأبنائي الذين سيسرهم حديثك.
شكرتها، و اعتذرت عن الدعوة.
أما صاحبي فقال: يا أخي حرام عليك ليش ما خليتها تسلم؟ عندك أسلوب ما شاء الله!
نظرت للمسبحة “دع عنك هذه الرومانسية، قلّ اليوم من يسلم من حديث واحد أليس يكفي أن نبهتها إلى أن في الوجود من يؤمن بأن إلهها مجرد بشر؟ و أن أحست بالطمأنينة أثناء حديثنا؟ أي شيء فيه إن أثبت لها بالحجج خطأ عقيدتها؟ و هل كنا في مناظرة؟ امرأة يفتك بها السرطان أليست بحاجة إلى الطمأنينة؟ ألست ترى أنها ستعود باحثةً عنها؟الإيمان كالشجر يزرع في القلوب، يتطلب الأمر وقتاً و جهداً لا يتم بين ليلة و ضحاها حصاده :”لا إله إلا الله” لا كالصيد يدوم لحظات. “
لا يا أخي، هناك من أسلم على يد دعاة في لحظة أقرأ كتاب ..
عجباً لأمرك! أنت تسمع لحظة الحصاد أو تقرأها فتظنها الطور الوحيد في حياة اليقين و الإيمان لا تسبقها مرحلة ما! ما رأيت اليوم كان لحظة الغراس، و لكلٍ أجره إن شاء الله. من غرس، و من اعتنى، و من نمت شجرة الإيمان برعايته، و من حصد. و لكل مرحلة نوع من العناية و كم من السقاية لا يصح إلا به”
بسك فلسفة.
أظن القراء يتفقون مع صاحبي في هذه اللحظة.
فكفى.
Haya
2010/02/11 - 06:50 م
Coach, can’t find the footnotes
القطوية
2010/02/13 - 04:35 ص
أظنني بحاجة إلى قراءة ثانية وثالثة. لكن الفقرة هذه هزتني:
“قلّ اليوم من يسلم من حديث واحد أليس يكفي أن نبهتها إلى أن في الوجود من يؤمن بأن إلهها مجرد بشر؟ و أن أحست بالطمأنينة أثناء حديثنا؟ أي شيء فيه إن أثبت لها بالحجج خطأ عقيدتها؟ و هل كنا في مناظرة؟ امرأة يفتك بها السرطان أليست بحاجة إلى الطمأنينة؟ ألست ترى أنها ستعود باحثةً عنها؟الإيمان كالشجر يزرع في القلوب، يتطلب الأمر وقتاً و جهداً لا يتم بين ليلة و ضحاها حصاده :”لا إله إلا الله” لا كالصيد يدوم لحظات”
بوركت.
Raed
2010/02/13 - 12:46 م
How I wish Haya that I was your coach, but you are a bit high now so منكم نستفيد
as for the footnotes I kindas forgot what I was wanting to say… so sorry
قبح الله الاستعجال.
Raed
2010/02/13 - 12:51 م
سامحيني إذ كان الموضوع مشوشاً. لكنك التفت إلى قلبه صلبه و لبه فالحمد الله.
لا حرمنا الله من زيارتك.