الحبيب بو رقيبة الحبيب الجفري و الحبيب أبو مبارك.

قاعدة عامة:  يكثر المرء من الكلام في الحالات الآتية:

 

١- بعد الطعام.

٢- في الرحلات (بحرية، برية)

٣- في الليالي الملاح أقصد الليالي المقمرة.

٤- عند احتساء القهوة ( لو سمحت copy paste لكلمة احتساء.)

٥- عند التحلق حول الضوء (و هذا من باب الأدب أعاذنا الله و إياكم من التحلق حول النار)

 

أما عند توافر الشروط كاملة و اكتمال نصاب الطعام في معدة كل واحد، فأنت مقبل على كارثة..

=======

 

و قد توافرت هذه الشروط بالتمام والشؤم و الكمال  في ليلة من ليال الله، زد على ذلك  حبة قلة علم  و ملعقة حب ظهور و بالهنا و الشفا.

ذاكم أن القوم أكلوا حتى انتفخت بطونهم و افترش كل منهم زاوية (حين استرجع الشكل الهندسي الذي تكون بالأجساد المنبطحة فهو أقرب إلى نجمة داوود بفعل:

1-      عدد الأشخاص.

2-      التمدد العرضي للبطن بفعل:

أ‌-        الانبعاث الحراري من النار.

ب‌-    قابلية البطن المطاطية، خاصة بعد أكل ما دفن من لحوم الدواب أو الطيور. أعني :المندي.

و جعلوا يتحدثون و عيونهم متعلقة ب”دلة الشاي”،فخاضوا فيما خاضوا حتى تحدث صاحب اللحية منهم فتأوه و لكثرة ما اتبع الآه فالآه قلت في نفسي “الراجل تسمم يا حبة عيني “

نظرت للسماء و هي متلبدة بالنجوم ناديت في سري و قد نظر القوم له في خوف و إشفاق: يا أرحم الراحمين، هو كما ترى متين، لا طاقة لي بغسله و لا دفنه  ”ثم اكتشفت أن الفاضل كان يمهد لخطبة شوهاء فقال:

 

هيه،كثرت المذاهب و صار القابض على دينه مثل القابض على هذه.

و لم يكن المستمعون بأحسن حالاً من محدثهم فسأل أحدهم:الدلة؟

 

لا يا أخي الجمرة.

 

ثم أستكمل ” الصوفية و الشافعية و الجامية، يا أخي هذا غير كل محطة و فيها شيخ يحلل و يحرم”و هو خلال كل هذا يشير بيده إلى الجهات الأربع و يمد سبابته إلى السماء ثم يهوي بها كمقصلة.كان يبدو ككاهن غاضب في معبد ما،تنتفخ أوداجه و يطيش غضباً يحمر وجهه فلا تدري من يعكس حمرته فتمتزج بالآخر النار أم هو؟

قاطعه  أحدهم : الشافعية الله يرحم لي والديك فرقة مذهبية من أهل السنة و الجماعة و الصوفية أيضاً، بخلاف من حاد عن طريق مشايخهم كالجنيد و….

 

أخذ يضحك و قال يا أخي الشافعية “وش” يضمن لي أنهم “مهب”خطأ مثل ما الجهمية ينزلون يدهم في الصلاة (الأخ يقصد السادة المالكية)لأنهم شافوا الرجّال و هو مريض منزل يده.عندها لاح لي ضحالة علمه و التناسب العكسي بين ذا و طول لحيته، الحبيب أبو لحية يظن أن تقليدهم ينتهي إلى الإمام مالك صاحب الموطأ لا إلى سيد العالمين صلى الله عليه و سلم! أسلمت نفسي لعقلي البطن و سبابتي التي راحت ترسم في الرمل..

 

“لا لن أتحدث .” هكذا رحت أحدث نفسي…” لن أخوض نقاشاً بعد اليوم٫هل أتصور أن هناك حجة ما ستلقمه حجراً؟ هل هناك ما استطيع قوله فيكف عن النيل من أناس حطوا رحالهم في الجنة قبل ألف عام و هاهو كمشعوذ بجانب نار ينتقصهم؟فيم أنا من كل ذا؟ و هل قدمت لدين الله ما قدموا هم؟

 

ما أوسع السماء و أضيق عقله.

و يا لسكون البادية، و يا عجباً لشدة صخبه!

 

لا لن أخوض نقاشاً، و لن أجادل كان هذا دأبي لأعوام و أنا اليوم أميل للصمت و الاستماع و إن عدم الانتفاع.”

بلغت موعظة الفاضل مبلغها من الإزعاج إذ انتبه أحدهم – الحبيب أبو مبارك – و هو عظيم البطن غزير السعابيل( و السعابيل أجلكم الله، هو اللعاب الذي يخرج من فم الغارق في نومه، الغارق بسلامته في العسل)

تعرف الحبيب الجفري إيه..؟ أنا قبل أسمع له إيه…؟ لكن الله يجزي فلان خير يوم إنه دلني إنه صوفي و العياذ بالله.والله… تدري؟ يقولك إنه تزوج اللي صممت له  المطبخ؟ علي فكرة آبو مبارك يطعن في رجولة أي شخص يرتضي أن يسافر هو و أهله لمصر لشديد اعتقاده أنهم سيتعرضون له و لأهله دون أن يقدر على أن يدافع عن عرضه.لأن المصريين لا يرقبون في مسلم إلاً و لا ذمة!و عجبي…

 

لكن المشعوذ الذي كان يخاطب النار بعينيه قال:مهب مشكلة عادي أنه يتزوج،لكنها العقيدة يا بو مبارك.

 

العقيدة مشكلة يا بو سعيد.

العقيدة يا بو مبارك …

العقيدة و الله يا بو سعيد. الله يرحم الحال، الله المستعان

 

و أنا في ذاكم كله كمشاهد لمباراة في كرة المضرب؟ أي عقيدة يتحدث عنها هذان الاثنان؟  العقيدة كما يراها الطحاوي أم أبو الحسن الأشعري؟ لكني و لفرط تأثري برواية “خالتي صفية و الدير” قبضت على التراب بيديّ وكدت أحثو التراب و ألطم و أشق ما يسترني من ثياب في تلك الليلة الباردة صارخاً و متعلقاً بثياب الجالس بجانبي أنظر إليه في حوّل:

 

 

يا لــــــــــــهوي! العقيدة يا ولاد..العقيدة يا ولاد.ما كنش يومك يا عقيدة، يا صغيره! يا ليتني مت قبلك يا عقيدة

دم العقيدة في رقبتك يا ولد والدي، قوم خد بثارها، طف النار بالثار. ا

 

لكني رأيت ما خططت في عبث و أنا مستمع لذلك الحديث الذي لم تنته أعاجيبه، ابتسمت تأخر الوقت فآثرت الانصراف.

 

 

كتبت على الرمل حينها:

 

أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم من اللوم ***** أو سدوا المكان الذي سدوا

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. مصعب رجب

    2010/01/26 - 01:59 م

    أحييك على الكلمات الرائعة

    استمتعت بقراءتها

  2. رائد

    2010/01/27 - 10:07 ص

    الحمد لله أن هناك من استمتع بها :)

  3. amna

    2010/01/28 - 07:46 ص

    I enjoyed too, alot.
    i know some people like those in your post, and they make me sad. I too like to shut my mouth and swith my mind to something else.

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات