الفن التجريدي.

لست أعني ذاكم الفن الذي لا أعقل خربشته و لا أفهم ما يصبو إليه معتنقوه أو أية مشاعر هذه التي اختلطت بداخلهم لتنتج فوضى أصباغ كهذه.

لكني أعني ما انتبه إليه شاعر ذات يوم فقال:

حياك من لم ترجو تحيته___ لولا الدراهم ما حياك إنسان.

 

فالبعض لا يتكلم إلا من وراء جدر من أسماء أجداده، و آخر لا يتحدث إلا من فوق منبر من نقوده و دفاتر شيكاته، و غيرهم يستر نفسه بألقاب خلعت عليه و لعمري كم من أناس خلعوا حيائهم رجاء أن يسترهم لقب فما زادهم إلا تشهيراً.

فمتى جردت هؤلاء لم يبق سوى قلب و عمل. فانظر إلى قلوبهم ماذا ترى؟ و ألحظ أعمالهم فوق الثرى، ستجد أنهم معذرون في خلق أسباب تلفت الغير لهم.

 

فاصحب ذا قلب و الزم ذا عمل، و إن لم تفعل فاخلق سبباً يلهث الناس خلفك لكن رجوتك بالله ما أن تخلو بنفسك ألا تصدق كذبتك.

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. Arabian Princess

    2009/11/12 - 04:50 م

    موضوع جميل .. وقد أصبت حين قلت أن على الجميع ألا يصدقوا كذبتهم فلللأسف أسوء شيء أن تكون حول إنسان “ما خد في نفسه مقلب” على قولة المصريين!

  2. Driver

    2009/11/12 - 05:59 م

    ليس هناك أسوء من أن يعيش الشخص كذبته، فلا تستطيع أن توقظه منها،

    بانتظار المزيد من التدوينات،

  3. فؤاد الفرحان

    2009/11/12 - 08:25 م

    مؤثر يا رائد.. فعلاً مؤثرnn1

  4. ابرار

    2009/11/19 - 10:38 م

    إن الذي يسعى بعمله للمدح و توجيه الأنظار إليه , فهو كتمثال من الثلج , تمثال جميل ولكنه لا يعيش ريثما تطلع الشمس وتحمى , فإذا هو يسيل ماء يختلط بتراب الأرض فيصير وحلاً

    – علي الطنطاوي رحمه الله

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات