أوبرا و البحث عن المواهب.

السيدة أوبرا

 

أعلنت  أوبرا قبيل عام أنها تريد البحث عن أبرع الأطفال و أشدهم ذكاءً و لا أدري هل ذاك مرتبط بتحقيق أرقام مشاهدة أعلى مما تحقق الآن أم الأمر لا يتعدى البحث عن العبقرية في أصغر تجسد؟

فرؤية  عازفة صغيرة تلاعب أناملها البيانو ببراعة لأمر مثير للدهشة و الإعجاب و رؤية طفلة دون السنتين تشير لأي بقعة تطلب منها على الخارطة شيء يبعث العجب  و كأني بكل مشاهد يحدث نفسه ” هذا موهوب ما شاء الله و لا طاقة لي ببراعته.” أنا لا أبخس حق هذه العبقرية، شهد الله أني أول من يصفق لها إعجاباً لكني أحس أن الأمر ينقصه شيء، نعم ينقص هذا كله شيء جوهري.

فالعازفة الصغيرة حين تعزف لحناً حزيناً فأية باعث ترتكز عليه لتبث في المستمع هذا الحزن؟ فقد السكاكر؟ حرمان المصروف؟ و تلك التي تشير لأي دولة، هل أحست بما يحس به زائر مكة و من شاهد الكعبة؟ أنا أميز بين الأمرين أي المعلومة النظرية و التجربة العملية لكن الفن في حقيقته وليد تزاوج بين هذين معاً.

كم من الهوايات يعتنق الصغار و يتركون إما لكسل أو ملل؟ أو لأن ذويهم لا يميّزون هذه العبقريات و المواهب بداخلهم فتدفن الموهبة عوضاً عن أن تنمّى؟

 و قد شهدت أناساً نوابغ في شتى المجالات إلا أن الحياة كانت أقسى عليهم فسلبتهم أبسط حقوقهم، حتى حق إكمال التعليم الجامعي لتجعل منهم باعة أو سماسرة في حين أن الفرص لو سنحت لهم لكانوا عباقرة في مجالهم.

لذا أنا على قناعة من أن العبقري البالغ، خير من العبقري الصغير و أعلم أن العباقرة الكبار أندر وجوداً من العباقرة الصغار لسبب هو أن الحياة تصهر العبقريات و تغربل الطاقات حتى لا يبقى سوى نزر قليل يحملون على أكتافهم إنارة الظلام و تحقيق الأحلام.

لهذا أتمنى من السيدة أوبرا العثور على عباقرة كبار لأنهم يمتلكون مع الموهبة الإصرار و التجربة و هما أمران خليقان بالإعجاب.

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. Arabian Princess

    2009/05/22 - 08:13 ص

    I totally get your point. Actually I strongly believe that in order to be a real talent you need to strive to get it. Waiting for some one to spoon feed them (like most kids and adults in the gulf) kills that urge inside you to make it.

  2. تأبط خيراً

    2009/05/22 - 04:15 م

    (كم من الهوايات يعتنق الصغار و يتركون إما لكسل أو ملل؟ أو لأن ذويهم لا يميّزون هذه العبقريات و المواهب بداخلهم فتدفن الموهبة عوضاً عن أن تنمّى؟ )

    كلام منطقي ،، وللأسف اغلب العبقريات تهمل لان نظرة الأهل للنجاح ضيقة في حدود تقلد الشهادات ولا نعلم أن اغلب من نجحوا في الحياة بسبب المهارات الشخصية والهوايات والمواهب البعيدة عن العلم والدراسة

    (و قد شهدت أناساً نوابغ في شتى المجالات إلا أن الحياة كانت أقسى عليهم فسلبتهم أبسط حقوقهم)

    الدنيا حظوظ *_*

    من يبحث عن المواهب في الدول العربية ؟ وهل إذا وجدناهم ننصفهم بالدعم والتشجيع

    تحياتي ،، مقال رائع

  3. بوشناب

    2009/05/27 - 01:47 م

    وهل تعتقد العبقريه تزول بعدم مزاولة التطبيق العملي والنظري له؟

    في اعتقادي يظل العبقري عبقرياً سواء سمحت له الفرصه ام افترست الحياه قدراته

    يظل عقله ذو قابليه على الانجاز واتمام النجاحات

  4. Raed

    2009/05/30 - 10:59 ص

    لا أجزم بزوالها لكنها تصدأ و إن كانت تظهر على صورة خطفات في أفعاله و أقواله.

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات