سليمان – عليه السلام- و شعب فلسطين.

1185756821

 

ورد في سنن النسائي:  بينما امرأتان معهما ابناهما جاء الذئب فذهب بابن إحداهما فقالت هذه لصاحبتها إنما ذهب بابنك وقالت الأخرى إنما ذهب بابنك فتحاكمتا إلى داود عليه السلام فقضى به للكبرى فخرجتا إلى سليمان بن داود فأخبرتاه فقال ائتوني بالسكين أشقه بينهما فقالت الصغرى لا تفعل يرحمك الله هو ابنها فقضى به للصغرى .

بهذا المنطق جعلت انتظر من طرفي النزاع أثناء أحداث غزة الدامية أن يسلم إحداهما للآخر لا لضعفه، و لا لمجانبته للحق بل محبة في الشعب الذي يتفنن جلاده بذبحه كل يوم.

لكن التصريحات التي كانت تنطلق من قاعات المؤتمرات و من أعماق الخنادق كانت تراهن على الشعب الفلسطيني و إرادته. فريق يصدح و آخر يصرخ و كل يرمي الثاني بالخيانة و العمالة و مضت الأيام مصحوبة بارتفاع أعداد الضحايا، لم يملك نساء المسلمين أثناءها سوى البكاء، و  لم يزد أشرف الرجال عن ذلك أيضاً..

 أصدقكم، لست خبيراً بالسياسة لكني مارستها عبر الشطرنج لأعوام طويلة تربعت فيها على عروش البيض و السود معاً و في كل مرة كنت أراهن على أبخس القطع لا على أثمنها طمعاً في الغاية الكبرى.  

ولعل هذا الصراع بلغ ذروته عندما سمعت أماً تجهش بالبكاء و هي ترجو كلاً من فتح و حماس بالإشفاق على الشعب ، لأن ابنها ذو التسع أعوام يود أن يرمي نفسه من فوق البناية التي يقطنها كي لا يقتل بقذيفة دبابة. لست أدري إن فعل؟ و لست آبه إن عدل هو عن رأيه لأن النفس البشرية حين تضع حداً لوجودها  فلا يهم إن هي واصلت الحياة لأن الانتفاع بها لا يكاد يجاوز الانتفاع بالحطب الرطب في ليلة باردة.

ثم إن الأمر انجلى، لا لقوة فريق أو ضعف آخر بل لأن الظروف لم تكن مواتية لاستمرار هذه المذبحة. و حين انقشع النقع ظفر الكل بغنيمته، محبو السلام، عاشقو الكلام .. و مني الشعب وحده بالخسائر.

 

عندها فقط أيقنت، أن هذا شعبٌ لا أم له.

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات