الجن و "فودا فون"

 

 توضيح :

 

تناولت جريدة محلية خبراً غريباً، فانتظرت حتى  أظهر بدليل صريح  لا مراء فيه و لا غبار عليه فكتبت لمدير التحرير ما يلي :

 image002

 

 

 

 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،

تحية طيبة

أما بعد أخي الكريم، فأحيي فيك روح الصحافة و موضوعيتك و تجردك للحق أينما كان لكن استغرب من أن هذه القدرات معدومة في طاقمكم الصحافي و لا أدري أي خلل  قد طرأ على إدارة الموارد البشرية لدى جريدة الوطن لدى تعيينها صحفيين لا يملكون القدرة على الشك! الشك أهم بل و أبسط مقومات الصحفي الذي يحمل على عاتقه أن يبين عند اللبس، و يسلط الضوء على الظل.

نعم هكذا فهمنا الصحافة، و لو كان المقال يتناول مادة دسمة نستطيع تحديث صغارنا بها دون الضحك لكان الأمر هيناً أما أن يكون المقال عن مخلوقات فضائية تغزو كورنيش الدوحة فهذا ما يثير الأسى في النفس بعد الضحك الهستيري!

أحقاً هذا هو فهم الصحافة لدينا؟ و لنأخذ الأمر بالقياس حين قامت صحيفة الdaily mirror البريطانية بتسريح رئيس تحريرها  Piers Morgan لوقوعه ضحية صور كاذبة لجنود بريطانيين يقومون بتعذيب بعض من العراقيين في 2005.

و لنذهب إلى غير البعيد، ألستم من طالب بمحاسبة الصحفي الذي قام بنشر مقال في بعض من الجرائد المحلية باللغة الإنجليزية و تسبب في زوبعة التقطير و أهدافه و المراد منه؟ بل لا أبالغ حين طالب البعض برجم الصحفي و شنقه ثم حرق جثمانه و نثره رماده في يوم من الأيام المغبرة أو العاصفة و” يا كثرها السنة”.

و الحمد لله إن كان هذا هو المستوى المنتظر و المرجو من بعض الدخيلين على الصحافة و الذين يتكسبون منها لا لشيء سوى أنهم لم يجدوا ما هو أفضل فأشهد الله أني أتقرب إليه بعدم قراءة هذا الغثاء الذي يصعب على العقل تصديقه.

 

شعرت بالأسى و الناس تسأل عن رأي الدين و ما انتهى إليه العلم في هذا الموضوع.

 

قال أحدهم: هذا نوع من الجن معروف، الشيبان يطرونه  حين كانوا يذهبون للوكره.

قلت أسفي على الجني القطري أما رأى بأم عينه الكثير من الأبراج الخاوية فينزل بها حتى يفك الله أزمته، هذه الأزمة العالمية التي لم يسلم منها الجن و لا الأنس معاً ؟ الوضع صعب يا إخوان الجن باتوا يتخذون من الكورنيش نزلاً .. الله يرحم أيام الجني “مفتري”يلبس من يشاء، و ينزل البيت الذي يعجبه قبل أن ينزل أصحابه فيه بل و بعد جلسات طويلة يبلغهم الملا المبروك أن العفريت اللي خواله من النوع الأزرق الصنديد يتنازل عن سكن العمال لهم و قد تحملوا دفعات طائلة (للشباب نعم المقاول كان مفتري حينها و لا يزال مفتري اليوم)   

ثم أتبعه آخر : فقال لا هذا مخلوق فضائي.. و الشعب الأمريكي يطالب العلامة أوباما رمز الشهامة بأن يبين الحقيقة.

قلت: أما وجد غير هذا المكان في الكورنيش يستكشف الدولة منه؟ لماذا لم يزر مشروع اللؤلؤة عوضاً ؟ شغل عدل..شي يشرف، يرفع الراس.

 ضاع عن صحبه! قال الآخر بكل جدية. تصير، ما قد ضعت عن أخوياك؟

قلت إي و الله، حتى بحثوا عني فوجدوني أمام محل شاورما لا مستخفياً أو متوسداً خرسانات إسمنتية تصفقني أمواج بحر و تلتقطني كاميرات الجوالات .. الله يحب الستر!

لحظة ..لحظة استدركت فصمت من حولي و كأنهم مريدون يعاينون كشف شيخهم. سألت بجدية : هل يجوز أنهم سمعوا باكتتاب “فودا فون” في كواكب قريبة من درب التبانة؟

“لا اشدعوه” صرخوا جميعاً..! يا خي عن الغشمرة!

يا أخي ضربهم الفلس! طاح سوق نبتون و معاه أراضي المشتري نزلت أسعارها!

تحسرت على المخلوق الفضائي أو الجني الذي لم يتركه الناس في حاله، لكن قلت “أحسن.. خل الجن و المخلوقات الفضائية تحس بما يحس به الإنسان القطري الذي لا يتركه الناس و شأنه” ثم تحسرت على الإنسان القطري بعدها، و قد نذرت الصحافة أن تحشره في قمقم المارد،  فالظلام أحسن له و التقوقع يناسبه.   

عجبي.. بل قل أسفي على متعلمين جهلة و كاتبة أتمنى أن تنظر الجريدة في أمرها.

مودتي،

 

رائد.

 image005

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. رجاوي

    2009/04/27 - 11:54 م

    انها لعبه ملفقه لمجرد نشر الموضوع
    وليس جن كما يقول البعض قال تعالى انه يراكم هو وقرينه من حيث لا ترونهم
    صدق الله العضيم

  2. وداد بوجسّوم

    2009/04/29 - 07:25 م

    السلام عليكم اخي الفاضل رائد
    شعرت باحساس القهر بين سطورك..على اسلوب الاستفغال الذي حاولوا عن طريقه زجنا نحن القراء وبالاخص القطريين في عالم الجهل والخرافات..واثاروا بلبلة مغبرة عادت بغبارها اليهم فمحت قدراً كبيرا من مصداقيتهم في اعيينا..ربما لن يصل صوتك ولن يصل صوتي..ولكن ادركنا ان هناك من يحاول العبث بعقلياتنا وكأن لاهم لنا الا (ينانوتهم).
    ..والله المستعان على ما يصفون.

  3. scribble

    2009/05/05 - 01:25 ص

    تحت مايسمى بالسبق الصحفي .. هكذا اعتدنـا على مواضيع جريدة الوطن ! ..
    يعني هل يستخفون بعقول النـاس لهذي الدرجه ! .. عشان تكون جريدتهم تحت الاضواء وصاحبـه الاخبـار الحصريه الغريبـه ! ..

    شكرا لك اخي الكريم على موقفك الجميـل وكتابة رأيك لمدير التحرير ..

    وفقك الله ..

  4. فريال

    2009/05/11 - 06:02 م

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

    هذه كارثة حقيقية! ان تكتب دون يقين و وتتوقع ان يصدق احدهم ما تكتب فهذا يعني ان المجتمع يعاني من العمى اللوني بين الحقيقة والتشكيك!!

    أخاف على عقلي من الصحف!

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات