مطوع الفريج .

مطوع فريجنا أي إمام الحي  استطاع أخيراً أن يأتي على آخر سبب بيني و بين ألا أكتب هذه التدوينة. أنا لا أشكو هيئته الرثة التي تبدو بعد ثلاث جُمع و كأنه لا يملك سوى ثوبين يتناوب في غسلهما، إذ لا ينبغي على العاقل أن يقيس الرجال بمظاهرهم! لكن أتحدث عن ساعة هي الأسمى عند المسلمين قاطبة إلا في حيّنا.  ساعة كنت أرقبها من أسبوع لآخر فأدون ما سرد بها من أشعار و أفحص الأخبار و الآثار بين يدي الشيخ سامر فكان يقول لي :” أتريد معرفة الخطيب حق؟ هو من يضحك الناس من بعد أن يبكيهم في مجلس واحد.”

و قد رأيت ذاك في خطبه، ر أيت ذاك في هندامه و عمامته، رأيت ذاك في سكوته كما هو في كلامه. رأيته يتمرن طول الأسبوع، ينسق بين حركات تبعث من يده و كلمات ينطقها فاه. تجد المسجد مكتظاً في الجُمع يضج الناس فيه بكاءً  ثم هم يضحكون من بعد ذلك، بل أن الناس كانوا يتهافتون قبل نداء الصلاة بساعة ليتخذ الواحد منهم مجلساً يرضاه و يستحسنه.

ثم أن الزمان دار فرحل الشيخ سامر،  و انتقلنا نحن من الحي لآخر. فوا حسرتاه لمن لم يعرف من الخطابة إلا القراءة! و هو لا يزيد في مقامه الذي يشبه مقام  حادي عيس فاشل مزكوم،  عن أربع كلمات يرفع صوته في الأولى و يهبط في الثانية و الثالثة و تحسبه غص في الرابعة  و إن كانت الكلمة التي يقف عندها الأخ : حرف جر أو حرف عطف.

تدخل فتجلس، تحس بوقع كلماته الأربع المقطعة  كقطرات مآلها أن تكسر صبرك،  لمدة ساعة تجثم على صدرك، تخدرك شيئاً فشيئاً تخثر أطرافك و يلامس ذقنك صدرك كأنه يتعمد تنويمك مغناطيسياً و فجأة  تقام الصلاة  فلا تدري ما كان موضوع الخطبة، و ما الذي يربط بين أجزاء مبعثرة تكونها سوى خرف مبكر! ثم أنه بعض الأحيان يحب أن يخرج علينا الأحاديث فيذكر السند، و يأتي على رجاله يجرح ذا و يعدل من ذا وكأننا طلاب علم لا من العوام!  و قد تسمع و تركز فلا تخرج إلا:

بأن الفريج و أهله ناجون و باقي الأمة (أيّا عليها راحت في شربة ماي.)

العلماء كلهم هواء لا ينظر إليهم لا ناقة لهم و لا جمل عنده، هم متطفلون و مفتونون نسأل الله السلامة و المعافاة.  الشيخ حفظه الله لم يألف كتيباً بعد.

مخططات الصهيونية لا  تخفى عليه، سيفضحها سينسفها الأمة محاطة محاصرة( بس إحنا مفهيين.)

البدع كثيرة، المسلمين (كشخة) و الكفار (لك عليهم.)

و كثير من الأمور التي تبعث السأم و الرتابة.

لكني لا ألوم فضيلته بقدر ما ألوم مكنه تسلق المنبر لا اعتلائه. هنيئاً للفريج و   أهله هنيئاً للمسلمين بخطباء ينفرون ، ثم يعجبون من عزوف الشباب عن الدين!

و اترككم مع شيخ متحمس :

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. Driver

    2009/03/07 - 11:32 ص

    كخخخ حسيته يستحضر جن!

  2. بوشناب

    2009/03/08 - 11:28 ص

    حتى يكون لنا عالم دين مثل الشيخ عبدالله الانصاري

    والشيخ عبدالله ال محمود

    يجب ان يخرج من بيننا طالب من طلبتهم حتى يتسنى لهو الامر بالاخذ بمكانهم

    شكراً

  3. Raed

    2009/03/09 - 10:44 ص

    ما ألومج و الله :)

  4. Raed

    2009/03/09 - 10:45 ص

    رحم الله من ذكرت و رزقنا بأمثالهم و أمثال من اقتدوا هم به.

  5. مضيعه بيتهم

    2009/03/09 - 02:41 م

    اعتقد ان المشايخه يمشون على قوانين معينة وعلى فكرة عندهم ” مو الكل البعض ”

    حتى المواضيع ترى بالخطب ماتتغير للأسف ..

    – اما المقطع احس احد مسوية O_o

    واخيرا/ مبروك الثيم الجديد تقطعه بالعافية

  6. Raed

    2009/03/09 - 02:53 م

    مضيعة

    المقطع لشيخ معروف في بلاد المغرب آثرت ألا أذكر إسمه لكن لك أن تبحثي عنه تحت إسم

    الشيخ عبد الله النهاري.

  7. اللغة اليابانية

    2009/03/10 - 07:40 م

    سبحان الله ..
    غريب هذا الشيخ .. تحمس زيادةعن اللزوم :)

  8. Raed

    2009/03/11 - 10:24 ص

    يعني…. تقدر تقول

    Demo Hen da ne?

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات