الحياة.. أفلام، و مشاهد.

عدت إلى البيت مثقلاً بالأحمال، و تلكم الأحمال بالعادة تتألف من الكتب و الملابس و حفنة أشياء أخرى لا علاقة لها ببعض لا من قريب أو بعيد. نظراً لأني أمضي اليوم بكامله في الخارج، حتى لا يبق بي وهج طاقة إلا لأخلد إلى النوم.

لكني رميت الأغراض في غير محطتها الأخيرة هذه المرة و جلست بجانب ابنة خالتي الصغيرة التي كانت تجهش بالبكاء، سألت أمها:

شفيها بعد؟ ليش زعلتوها؟ هي.. أنتي ثم جعلت ألعب بشعرها الذي أكبره بعقدين من الزمن.

شافت حادث مروع..  وضحت أمها.

يخوف يا غالية ؟

نظرت لي بعينين تترقرقان دمعاً .. و قالت إي..

متى صار الحادث ؟ قبل شوي؟

هزت رأسها  بنعم.

قلت : غاليتي قبل شوي ولد لأبوين طفل حلو “يحليله” و ما كانوا يقدرون يجيبون عيال. في واحد تزوج وحدة تحبه و يحبها بعد قبل شوي، و واحد رجع من أمريكا  خلاص حق أبوه و أمه ( الغربة لغالية أمريكا سواء شرّق المرء أم غرّب!) .. أنتي شفتي شي واحد يزعل أنا شفت وايد شغلات تفرح بنفس الوقت.

جعلت تمسح دمعها براحة يدها و تسأل : صج؟

قلت : صج..  شفتي شلون الكرتون مب في لقطة كريهه ؟( اللحظات بالنسبة لها إما حلوة أو كريهة)

من؟

هاذي اللي   عطاها أبوها حق الوحش؟

قالت :  beauty and the beast.

كتمت ضحكتي قلت : عليج نور ..لو أنك رأيت المشهد الذي طردت فيه من القصر أكنت تعدين القصة حزينة؟

إي.

بس لو تابعتي للأخير بتشوفين النهاية سعيدة صح؟

إي.

فهذا الحادث لم يكن إلا لقطة حزينة في حياة من تعرض له، و ستكون هناك نهاية سعيدة كنهايات عالم Walt Disney. غاليتي، هناك المليارات من الأفلام يعيشها أصحابها يومياً لكننا لا نرى سوى فلماً واحداً من أوله لآخره وهي حياتنا التي نعيشها. ما سوى ذلك مجرد مشاهد عابرة و مقتطفات.

تبسمت… يعني يوم أروح الصف لقطة حزينة؟

ضحكت هذه المرة و لم أكتم ضحكي لبراءتها… إي وايد كلينكس و مناديل و مآسي. يلا روحي و عيشينا  و عيشي مشهد ونيس.

و ماما؟

ماما يا قلبي فلم كوميدي ماله آخر..

قذفتني أمها بشيء  لا أدري ما هو إذ لا تتضح له هيئة من الكدمة المطبوعة على جسدي.

ثم ذهبت غالية و كأن شيئاً لم يكن.

نظرت إلى أمها : تعاهديها، الله يحفظها هالبنت، هي تمتلك شيئاً  يندر وجوده هذا الزمان.

ما هو ؟

هي تحس بآلام الآخرين و هذه هي الإنسانية في أبسط ملامحها.

أخذت أحمل أشيائي مجدداً  قاصداً غرفة النوم، و ضعت رأسي و أنا أنظر للسقف.. أكنت مخبراً غالية بأن أغلب النهايات لا تتبع نسق Disney  في السرد؟ لا .. ستكتشف ذا بنفسها ذات يوم… عندها ستغفر لي.


و نمت.

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. nano

    2009/02/21 - 06:48 م

    توي راجعه من الممشى …
    وشفت حادث.. كل العالم طبعا ملتمه عليه وكلنا نحاول نعرف ايش قاعد يصير لانه شوي بعيد بس نشوف كانهم يطلعو رجال او ايش يسوو مدري!!
    حسيت باحساسها جدااااااااااااا:( ضاق صدري..

    خفت مدري ايش بيصير له او لاهله :(

    الله يستر عليه وعلينا وجميع المسلمين….

    كالعاده….احب كتاباتك ..احس اني موجوده معاكم ههههههه ..
    keep going….

  2. اقصوصه

    2009/02/22 - 01:37 ص

    هههههههههه

    ما شا الله عليك

    اقنعتني

    وين عاد البنوته الصغيره

    اكيد كلت بعقلها حلاوه :)

  3. ابرار

    2009/02/22 - 12:06 م

    مساء الخيراااات ..
    تكررت اسئلة اخوي الصغير ذو الست سنوات طوال امس عن ليه الناس اذا جاهم حادث يموتون كلهم !!!حاولت افهمه انه مو شرط تكون نهايتهم الموت..كأنه اقتنع وعلى مضض بعد! والدليل انه كل ساعه يعيد السؤال من جديد واعيد نفس الاجابه! ..
    وبمجرد وصولنا للبيت جانا خبر عن وفاة ابن جيراننا رحمه الله وهو راجع من السفر بحادث سير ..
    بعدها اعطاني اخوي نظرات تحمل الف علامة استفهام؟؟
    تمنيت اني اقنعته بنفس الحجه اللي قلتهاانت (لغاليه)….!

  4. Photon

    2009/02/23 - 05:32 م

    مقنع .. جدا ..

  5. Raed

    2009/02/24 - 08:55 م

    Nano

    الله يديم المحبة و يمنع عنا و عنكم الأذى و الحوادث.

    اقصوصه

    من يعرفني يعلم غرابة علاقتي بغالية، فهي طويلة لسان و قد تربت على يدي جدتيها.. فجل كلامها قديم و بيني و بيني و بينها حرب كلامية طويلة الاشتعال. لكنها لحظة كرهت فيها أن أرى من هو ند لي على هذا الحال.

    Photon

    إن شاء الله لا يكون هذا اسلوب تهكم :]

  6. غاده

    2009/03/03 - 11:48 م

    طبعا الصدفه الي خلتني اقرأ مقالتك لاني كنت أبحث عن صور بجوجل

    قرأت المقالة أكثر من مره تذكرت نفسي وأنا صغيرة كنت مثلها بطريقة

    واتخبى ورا الكنب لما تجي لقطات حزينه او أسد أذني ومازلت أفعل هاللأشياء بدون ما أقصد

    بس الكنب لا كبرت عليها

    الله يخليها لكم يارب

    وصدقني أكيد بتسامحك لوكبرت وعاشت بنفسها هالمسرحية الطويلة

    شكرا لك أخ رائد إستمتعت كثير

  7. Raed

    2009/03/05 - 08:22 م

    الحمد لله الذي دلك على الموقع، و أتمنى ألا تكون زيارتك من الآن فصاعداً صدفة :)

    آمين يخلي غالية و يخلي لكم كل غالي :)

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات