سالي و البخاري.

مقدمة: جميع تفاصيل هذه القصة حقيقية، مع تغيير أسماء الشخصيات.

=====

ألو …رائد

هلا.. أبا الحصاني، أتركض أنت؟

لا..

فما بالك تلهث؟

رئود وينك؟

مقهى، حياك.

لا، تسلم… بس بسرعة. أبي مثل أو قصة عن واحد انلدغ بس ثقته بنفسه ما اهتزت و واصل.

عفواً ..كيف؟

خلني أوضح لك.. فزاد بشرحه الموضوع تعقيداً و زاده غرابة.. لكن جعلت أبحث في عقلي قصص عالمية.. لا شيء، السيرة لا شيء، السلف لا يحضرني شيء، الحرب العالمية الثانية.. أبداً، العصر العباسي.. لا، ما قبل التاريخ ..هم لا، ما سمعت من أناس… لا شيء.

يلا رئووووووود! و زادت حدته و عصبيته  و كأن سكيناً تحت حلقه. كان يمر بضغط رهيب، كأنها اللحظة الفاصلة في حياته و كأن المثال  الذي اضربه سيخرجه من  هذا الشقاء إلى نعيم دائم.

يا أخي، هل حصل لك موقف في مسجد ذات يوم؟ سألته و أنا افكر في كيفية الاطاحة به في شراك حديث عقلاني.

شلون؟.. ثم استدرك : أذكر واحد نطحني برأسه و هو يرفع من السجود.

هل أثناك هذا عن الذهاب للمسجد و حضور صلاة الجمعة؟

يا أخي أبي قصة شفيك أنت؟ تقرا هل الكتب على شنو؟ فكان كالدب مزق الشباك و أتلف الشراك و صرت تحت رحمته.

هلا أغلقت الهاتف الآن؟ دعني أفكر بشيء. لا استطيع التفكير ما دمت قائماً لا هم لك إلا استعجالي.

أوكي أعطيك خمس دقائق.

ثم أنه اتصل بعد عدة ثوان! أحلف لكم أني قلت قد أصابه شيء في عقله أو أن الوغد في برنامج مسابقات و يريد الاحتفاظ بالجائزة لنفسه.

تذكرت و لاح لي أثر في عقلي، جعلت أعدو وراءه  ثم أطارده حتى وقع بين يدي. فرحت أسرده بزهو : عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <قال رجل لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون: تُصُدق على سارق! فقال اللهم لك الحمد لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية، فأصبحوا يتحدثون: تُصدق الليلة على زانية! فقال: اللهم لك الحمد على زانية لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد غني، فأصبحوا يتحدثون: تُصدق الليلة على غني! فقال: اللهم لك الحمد على سارق وعلى زانية وعلى غني، فأتي فقيل له: أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما الزانية فلعلها تستعف عن زناها، وأما الغني فلعله أن يعتبر فينفق مما آتاه اللَّه> رَوَاهُ البُخَارِيُّ بلفظه ومسلم بمعناه.

مثل بن حرام رئوود.

مثل؟ ابن حرام؟ استغرب من حولي لترديدي الكلمات بعد سرد حديث نبوي، ارتشفت القهوة و نظرت متفحصاً ما أشرب و كأني أبحث عن شيء في قاع الكوب ليخرس هذا الأهبل.

إي بس بعد أبي شي خشن .

هنا بدوت عاجزاً بل يائساً.

نظرت إلى من حولي سألت : أفيكم رجل يعرف” و رحت اسرد نفس المعطيات”.

فقام رجل منهم قائلاً : سالي.

سألت: سالي؟

أخذ صوته يتهدج إيه سالي، سالي اللي علمتنا نبكي وحن صغار. يا كبر مصيبتها، تخدم في نفس البيت و يتأمر عليها كل من حولها.. الكلاب ما أرحموها من رحمها غير السايس بيتر و فيكي؟، يا أخي ما عاد فينا دموع من القهر بس شف ربي جازها خير على الصبر. التقط أنفاسه ثم تابع: صبرت تحملت، و يوم جه الهندي بو عمامة و قرد و أنقذها و ش سوت سالي؟ فنشت المدبرة؟ وش سوت علمني؟ و كأنه ينتهرني لنسياني تفاصيل رواية فرانسيس هودسون برنيت.

ثم رمى بالجريدة و شاح بنظره إلى زاوية و صمت و وضع يده على ذقنه.. كأنه استرجع ذكريات أليمة ،كأن خبر وفاة سالي قد صعقه قبل كم من يوم! مسرحية؟ إي و الله هي أقرب ما تكون لمسرحية أبطالها مساطيل.

نسيت الأخ في جوالي كما نسي مارد المصباح ثم أني انتبهت لسماع صراخه: رائد ألو..

هلا بان علي الارتباك قلت صبراً سأشرح ما قلت : فبدا شديد التأثر و قال نعم، نعم يا رائد هذه القصص التي يقف المرء عندها ويعتبر. يا أخي جزاك الله خير.

جزاني الله خير؟ الله يخرب بيتكم أي خير؟

انهيت المكالمة و أنا مشدوه أستللت سيجارة من علبة أحد الجالسين  شممتها : لا تبغ مب حشيش.

و رحت أغني:

بدل أحزان العمر

كي نلمح نور الفجر

كي نحلم مثل الزهر

و نغني نغني نغني

سالي سالي سالي

سالي سالي سالي

ملاحظة: الرجاء الضغط على كلمات أغنية المقدمة.

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. Arabian Princess

    2009/01/31 - 05:05 م

    سالي سالي سالي P:

    المستنبط من هذه القصة: حاور الناس على قد عقولهم :)

  2. بوشناب

    2009/03/28 - 01:57 م

    بدأنا حياتنا لانفقه معنا الرحمه والثأر وعندما جائت سالي بقضيتها هزت وجداننا لتصب في قلوبنا معاني كنا لها غافلين ولكن نحمل كلماتها

    وعند الحلقات الاخيره اصابتنا غيره لنكون نحن من يريد حماية سالي ليس ذاك الهندي مع سباله الاهبل ولا العجوز الذي يشارف على الموت

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات