قتلوه بجهلهم.

طفل في الحادية عشر من عمره يبدو عليه الحرج الشديد دوماً، يتحرك جسده و كأنه يبحث عن شيء أضاعه. إن حدثته ارتعب و  تلعثم و تأسف لأي شيء و كأن البشرية وجدت أخيرا من يصلب لأجلها و يحمل وزرها. إن تحدث تحدث متنهداً و إن أسهب سمعت شهيقه و زفيره كأزيز مرجل غفل عنه أصحابه.

شعره ناعم كالدمى اليابانية و عيناه تبدوان أيضاً أنه من تلكم الأرض بفعل وجهه المكتنز، بدين؟ لا لا هو سمين مفرط في سمنه لكنه ما أن يشرد ذهنه حتى ترتسم ابتسامة وادعة على وجهه. إن التفت إليه فتصدقت عليه بأطراف الكلام أو قلت له أن يواصل من التزامه بالحمية ضحك و سأل “صج ؟صج يبين إني ضعفت؟” و ذهب ينظر في المرآة! مسكين لا زال من الطفولة بحيث يجهل أنا نكذب أحياناً لدواع اجتماعية.

لكم شعرت بالأسى حتى فاضت عيناي  حين قال لي المدرب ذات يوم: تدري ما قال لي اليوم؟

سألت : مه؟

قال : قال لي بكل حرقة و هو ينظر لأجسام الشباب المفتولة عضلاتهم المتناسقة أجسادهم، “أنا..coach ما أبي أصير نفسهم بس أبي أدخل الحمام من غير ما بعدين أروح الدش أنظف نفسي” نعم لقد كان سميناً إلى هذا الحد ألا تصل أطرافه و أجزاء من جسده لبعضها البعض. و هم، أي الشباب الذي جعل جل همه خدمة جسده يتعالون على من هو أكبر سناً من بطلنا الصغير- رحمه الله –  آو أنحل جسداً لأنهم يرون ذات الكمال البشري في التماثيل اليونانية الباردة الخاوية من عقل أو قلب .

جاء ذات يوم على غير هدى لا يعلم إلا الله فيم كان يفكر حين وطأ جهاز المشي دون الانتباه إلى أنه كان مثبت على سرعة تفوق ما اعتاد عليه. وقع على ظهره أحدث الارتطام جلبة و تبعت الجلبة موجة ضحك و قهقهات عالية بل أن الشريف فيهم و النبيل  اكتفى بالابتسام فقط!

و لسمنته فقد أخذ وقتاً ليس بالقصير لينفض المهانة من عليه، ثم أنه جمع أشياءه و رحل في صمت وألم و لم يعد أبداً و بعدها ازداد سمنة و أصابته أمراض من المفترض أن يكرم الزمن بها المرء آخر العمر.

و مات.

هل قتلوه؟

إي و ربي.

أثمة قضاء يدين فعلتهم؟

لا

فقاتل النفس مقتول بفعلته—— و قاتل الروح لا تدري به البشر.

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. ماشي صح

    2009/01/23 - 02:59 م

    شعرت وأنا أقرأ هذه التدوينة بروح ميخائيل نعيمة قد حلت فيك وصارت تكتب ماتريد، فما عدنا ندري هل من كتب هذه التدوينة هو رائد أم ميخائيل ..

    دمت مبدعاً

  2. احمد مظفر

    2009/01/24 - 12:46 م

    صباح الخير

    شعوري صعب وصفه ولكن انا اضم صوتي مع استاذي ماشي صح هل من كتب هذه التدوينة هو رائد أم ميخائيل ..

    وتحياتي

    أحمد مظفر

  3. ابرار

    2009/01/28 - 10:19 ص

    لا تعليق “إلى ما أن تزول أثر تلك الكليمات من على قلبي….”

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات