بين يقظة الحواس و سباتها.

جلست فجلس هو بجانبي و جعل يشكك في ما قلت و يغمز بعينه و يلمز بلسانه فقلت يا هذا بارك الله في الإنترنت إذ أردت البرهان و زيادة في البيان.

ثم أنه سكت و دار حوار آخر لم أكن طرفا فيه. فجعلت أتفكر في صاحبي هذا الذي إن طلبت منه أن يعلو المنبر ما استطاع أن يبين لكنه ذو نقد لاذع لمن يعتليه فأنا لا أذكر يوما أنه ابتدأ في الكلام و لا أذكر يوماً أنه لم يقاطع المتكلم إما متهكماً، أو مشككاً أو مهوناً ثم انتبهت لكهل قد قدم علينا ما أن تراه حتى تعلم بأنه بسيط ذو  نفس صافية لا  بالمفكر هو أو الفيلسوف و ما أن رأى صاحبنا  هذا البسيط و ما يلبس من ثياب حتى راح يهاجمه فسأل و  ألح في السؤال : ما معنى الشعار على قلمك؟حتى سكت الجميع و انحرج البعض فباتوا ينظرون هنا و هناك (كم غريب عجيب هذا الطبع) وباتوا يصغون إليه فضاق هذا المسكين الذي يكبره بعقود قائلاً :” و الله ما أدري  أنت أدرى ما شاء الله عليك.. المهم يا فلان” و قد جاء لفلان لتجارة بينهما.فقلت لصاحبنا :” يكفي ، و إليك عنه” لكنه لم يعرني انتباها إذ راحت عيناه تبحث عمن يكبر فيه هذه الدقة و شدة الملاحظة.

ثم أنه ما لبث و أن تملل فغادر المكان لأن القوم سكتوا فالكل يخشى أن يعرض به صاحبنا، فقلت في نفسي:

“رحم الله  حاتم بن علوان الأصم”

ذاكم أنه إذ جاء في سبب تسميته بالاصم ما حكاه أبو علي الدقاق أن امرأة جاءت تسأله عن مسألة فاتفق أنه خرج منها صوت ريح فخجلت المرأة فقال حاتم ارفعي صوتك وأراها أنه أصم فسرت المرأة بذلك وقالت أنه لم يسمع الصوت فغلب عليه هذا الاسم رحمة الله تعالى عليه

أنشدكم  الرشد أيهما أيقظ قلبا؟ و أيهما حقيق بإعجاب الناس؟  من أمات حواسه طواعية؟ أمن ساقته حواسه كراهية؟

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات