في منأى و في معزل.

تقرأ الخبر تذعر  .. نعم تذعر حتى تحس الكارثة التي تقرأها تهز كل خلية بعقلك… فيطلع عليك إعلامي متقوقع في ثمانينات القرن الماضي لا زال في جهله متخبطاً  لا يعرف من الأخبار سوى ما يلقن! و كأن عصر الثورة المعلوماتية لم يبدأ بعد في ذهنه ليطمأنك و يهدأ من روعك و كأنه يرقيك بآي من القرآن الكريم.

يا حبيبي أي تسونامي؟ لا تخف! أي زلزال؟ لا تقلق. دول الخليج في حصن حصين  قدر الله له ألا تنقض أركانه و لا تدك أسواره   لا عذاب فيه و لا ابتلاء . لا شيء سوى بترول و نعمة و إحنا بخير و الدنيا حلوة حلوتها حلوة.

أي أزمة مالية غفر الله لك! اقتصادتنا قوية لا تتضعضع للدهر و أرزاءه، عاملين حسابنا منوعين سلتنا و دهنا في مكبتنا.

حرب نووية؟ يا رعاك الله من ايش و ليش؟ من عنده  طاقة نووية؟

تسمع بالأخبار العالمية إيران تواصل.. أمريكا تهدد، إسرائيل ترعد و تزبد.. حبيبي لا تقلق و آمن بالإجتماعات و الحوار! لا لا لا.. فليغرق القوم لن يصيبنا سوى الرش و لتخسف الأرض بهم لن يصيبنا سوى الغبار.

كل هذه الأخطار مأخوذة بعين الاعتبار، كل خطوة مدروسة و كل همسة مسموعة  لا تخاف.. سياساتنا رشيدة آرائنا سديدة  لن يصيبنا أدنى مكروه، و كأن حضرة الإعلامي هذا قطب من أقطاب الصوفية كما زعموا  يطلع  متى ما تملل في اللوح المحفوظ!

همسة في أذن لا تسمع :

رجل قص القرآن عنه، رأى البرق بعينيه و سمع هزيم الرعد بأذنيه، و أحس الماء و قد  بلغ حقويه فما كان منه إلا أن أجاب أباه المشفق عليه :
( ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا , ولا تكن مع الكافرين قال : سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال : لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين )

فاختاروا لأنفسكم من قدر عظم المصاب أو من قلل من شأنه.

و الله بالخير أيها الإعلاميون!

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. ورق مخطط

    2008/10/24 - 08:01 ص

    بالنسبة لي, افضل الشعور بالطمأنينة
    فانا لا استطيع اتخاذ اي اجراء يذكر حيال الحرب النووية, تسونامي و انخفاض اسعار الدولار
    اللهم بشوية بسكوت, قواطي معلبات و فوطة مبللة بالماي نحطها بويهنا لين
    رشونا بكيماوي و هاذي الاحتياطات موب من مخي ابدا ابدا, هذي الاحتياطات اهيا اللي طلبوها منا المدرسة ما قصروا يوم كانت حرب الخليج الثالثة 2003 بتبتدي

    يمكن من خلال هالتعليق اتهم بالسلبية, لكني ما زلت اتذكر
    ان البنات بالمدرسة كانوا حاطين بسكوتات ما تصلح حق حالة حرب, لأنها لذيذة و على ككاو, من جذي عقب ما قامت الحرب بجم يوم قاموا ياكلون البسكوت اللي خشوه بالفسحة

    شكرا رائد

  2. ابرار

    2008/10/24 - 10:59 ص

    صباح جمعه مفعم بالروحانيه والهدوء………..بأذن الله
    اسمحلي فأنا لااستطيع ان ادلو بدلوي فأنا منذ ان عرفت نفسي في بلدي الغالي
    ((((مخيره ولست مسيره

  3. ابرار

    2008/10/24 - 11:08 ص

    كالعاده تمارس ابرار هوايتها الإستعجاليه وتعكس ماتريد قوله

  4. Arabian Princess

    2008/10/25 - 09:47 ص

    تذكرني هذه التدوينة بأيام جونو وما بعد جونو .. إلا الآن .. مجرد إطلاق إشاعة أن هناك إعصار أخر في الطريق (سموه العمانيون موتو) .. حتى يبدأ الذعر في كل مكان.. وتختفي المياه والمواد الغذائية من الأسواق .. ويبدأ الناس في الهروب .. لذا .. أنا أفضل الطمأنينة .. والإستماع إلى وسائل الإعلام .. لأنها لا تهول .. وإن كان بالفعل هناك أي خطر في الطريق .. ستبلغنا عنه في الوقت المناسب

  5. Raed

    2008/10/26 - 08:26 ص

    ورق:

    أدري أن الفرد في مواجهة هذه الأزمات لا يستطيع أن يقوم بالكثير، إذ تتعثر الحكومات مجتمعة فكيف بالأفراد متفرقين ؟

    لكن أنا ضد التعتيم الإعلامي على النحو الغبي المتيع.

    أبرار

    لا بأس عليك :)

    AP

    لكن هذا ما أحاول أن أثنيكم عنه هو أن وسائل الإعلام في العالم العربي ينبغي لها أن تغير من إسمها إلى : وسائل الاكتام!

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات