

إذا لم تكن تعرف الشيخ علي جابر إمام الحرم المكي مذ ١٤٠١-١٤٠٩ هـ فعليك بالانتحار البطيء فهو خير علاج. لست آعرض اليوم ندرة مقام أو قوة حفظ الشيخ1 “باجابر” كما يسميه محبوه، إنما أتكلم عن شيء آخر مثير للعجب!
فعند التقاطك أي من الكتب التي تتحدث عن التاريخ الحديث للحرمين الشريفين تجد أن المؤلف يسرد عليك من الوقائع جلها و دقها ، و ما أظلم عليه ليل أو أشرق عليه نهار مذ أن وحدت المملكة و كأن رجلاً كان يدون حينها على النهج الذي يتبعه بعض المدونين اليوم و يلقى إقبالاً بل رواجاً عند أغلب متصفحي الشبكة العنكبوتية (اليوم رحت أنا و أختي.. أمس طلعت السوق)
حتى تصل إلى فصل الأئمة و المؤذنين فتجد أوصافهم و أوصاف آبائهم و ما كان القوم عليه ثم تقلب الصفحات فلا وجود للشيخ علي جابر من بينهم و كأنه ما صلى بالناس يوماً!
كتاب، اثنين.. مجموعة من الكتب لم تنس أئمة مذ “سنة حطبة” و قد كان الشيخ بين ظهرانينا لتوه بالأمس! فتناسوه و آرادوا للغير أن ينسوه سامحهم الله. فلماذا؟
ابتغ الإجابة و انس معها عقلك..فمنهم من قال “الرجل أشعري”( قول يا لطيف) ومنهم من قال” بل هو محسوب على الصوفية” أو “اشتغل بالسحر” (اضرب صدرك و قول : يمّي” إلى قولهم “بل ..”ثم ينظر المتحدث إلى يمينه و إلى يساره و يقبض على كتفك فيجرك جر الشاة إلى فمه لتلقمه أذنك فيقول : “قد لمز الملك فهد – غفر الله له- يوماً حين صلى فقرأ قوله تعالى : إن الملوك إذا دخلوا”..”
ثم يعجب كلهم حين أقول طيب و إن يكن ما سردتم حقاً فلم التحرج من ذكره؟ سواء سرد أم لم يسرد الأمر فهل يغير حقيقة واحدة وهي أن الشيخ تولى الإمامة سنوات عدة في مكة و في بيت الله الحرام؟
أما آورد المؤرخون ما وقع للمسلمين من فتن كطعن بعض الصحابة في أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها- حتى برأها الله بكلامه من كلام الناس ؟ و اقتتال الصحابة- رضوان الله عليهم- و فتك العباسيين بالأمويين؟ و نكبة البرامكة بعد ذاك؟ و تناحر الأمين و المأمون أبناء الرشيد بعد أن أخذ عليهما أشد العهود و أغلظ المواثيق ؟ إلى آخر ذلك من الفتن (و كثير هي من أن تحصى) دون تحرج ؟
ركزوا معاي شوي )الأمر أكبر من إمام للحرم، فحين يقوم المثقفون بالتدليس و الطمس و التشويه و التضليل فهذه )
فهذه مصيبة و لا شك. أما أن يقوم بهذا كله من هو محسوب على التيار الديني ( و هنا رمى الؤلف الكيبورد جانباً ثم أشار إلى قلبه فقال: تبقى هنا مش حلو..)
====
1 ذكر لي أستاذي أنه كان ينظر للشيخ في صباه فيقول :”جاء الإمام الذي ينظر في مصحف أثناء الصلاة” ظناً منه أن الشيخ علي جابر كان يقرأ في مصحف لعدم تلعثمه في سنيه الأولى من الإمامة.
لؤلؤة
2008/09/26 - 02:08 ص
بصراحة شي عجيب
أول مرة أدري
كنت ولازلت أفكر لم تم عزله عن الإمامة في الحرم!!
ويبدوا أني قد وصلت للحل..
رحمه الله وغفر له..
لم أصلي وراءه يوما ولكن محبوه كثر..
مصعب رجب
2008/09/26 - 09:32 ص
الحقيقة أنني لست سعوديا ولم يكتب الله لي زيارة الحرم إلى الآن ( ارزقنا إياها يا رب ) .
والحقيقة أيضا أنني لم أسمع من قبل عن الشيخ ( وإن كان لا يقلل من قيمته أن مثلي لا يعرفه ) .
ولكن بالفعل اعجبني مقالك والفكرة الأساسية فيه وهي أننا حين ندون التاريخ لابد أن نكتبه كاملا ولا نستثني منه ما لا يعجبنا
حياك الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Musouka
2008/09/26 - 05:12 م
بالمناسبة، سمعت كثيراً أن أية (إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون) تمنع تلاوتها اثناء الصلاة في جميع مساجد السعودية.
Raed
2008/09/26 - 08:59 م
لؤلؤة :
آمين… ولا أنا لكن أهوى استماع كلام الرب من خلاله.
مصعب :
الله يرزقك… ولا تنسانا من الدعاء حينها و أصدقك : لرؤية البيت العتيق و الطواف حوله خير من الدنيا و ما فيها.
Musouka
مش للدرجة دي، يعني تقرأ في التراويح!