بين الحلال و الحرام= حلام.

ورد عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه و أرضاه ما معناه:

كنا نتجاوز عن بعض المباح خشية الوقوع في الحرام.

أما البعض اليوم ينظر إلى الحلال و الحرام نظر الأعور إلى الأمور فينتفض صارخاً الأمر: حلال.. زلال، و لو نظر نظرة أعم لوجد الحرام يحوم من حوله و أنه وقع في شبهة حرامها أبين من حلالها، لكنه ما يفتأ صارخاً : حلال لأن عينه لا ترى سوى ما يعجبها و لا تتسع لأكثر من ذلك. يخوض في بحر من الشبهات حتى إذا أصاب قشة حلال صرخ:  حلال. أين الحرام؟   

و لأضرب مثلاً  : رجل أمنته الدولة على مياه الري، يأخذ ما بقي من ماء فيبيعه و يقول : يا أخي حلال المفروض صبه في المجاري لكني أبيعه حلال! “هذه فهلوة.. شطارة” ثم و بعد أن در عليه فعله أموال طائلة تصدق و بنى بيوتاً لله و قال : أرأيت أنه حلال؟ ما كان الله ليبارك به إن ما كان ذلك، لأن ما أفعل اليوم أوصل لهذا الشيء. أو كالتي سعت في خراب بيت هاديء فطار لبها إذ لبي طلبها و هي تقول : حلال! سأكون الثانية و قد أحل الله أربع، فبنت عشاً حيث دمّر آخر، و أقامت فرحاً عى أنقاض مأتم.

ألا الويل ثم الويل لها، فإن من من قوانين الحياة الفناء، و مما أخبر به رب العباد هو أن كل ما عليها فان سوى وجهه فكان من المحتم أن ينقض البناء على ما بني عليه و أن يؤول الأمر إلى أصله و ما بني على شقاء، انهد على مثله.

 

و بقي في النفس أكثر مما بث.

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. Musouka

    2008/08/15 - 04:10 م

    “الناس عبيد الدنيا , والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديّانون.”

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات