تنويه : جميع أحداث هذه القصة حقيقية، تم تغير أسماء الشخصيات بغرض حمايتهم.

=========

تحلقنا حول مائدة الغداء، طلبت من كوماري (إن لم تعرف من هي كوماري الرجاء الرجوع للمواضيع السابقة ببساطة هي أجيرة عندنا)

كوماري، لبنة لو سمحتي.

أتت بلبن فوضعته أمامي بعد أن شكرتها.

“شلون؟” سأل (ع) و قد علقت لقمته بأنامله في الهواء و هو ينظر لكل من كوماري و إياي نظرة المتوجس “أنت قلت لبنة جابت لبن و قمت تشرب”

يا أخي أنا أعرف ما تطلق هي على الأشياء مجرد خضوع ألسنة لمن كانت الحاجة عنده.

تفحصت اللبن و إذ بموعد إنتهاءه قد مضى عليه يوم أو ما يقرب من اليومين على وجه التحديد.

عادي يا يبه. قالت (ف) فهي مؤامرة من شركات المنتوجات الألبانية لشراء منتجاتها بصورة دائمة و دونما انقطاع.

و أنا لا زلت أنظر إلى اللبن نظرة الرغبة و الرهبة في آن واحد!

يا حبيبي اشرب ما بك؟ قد أكلت ذات يوم لبنة….

قاطعت كوماري الأخت (ف) ، لتقدم لها لبنا و سط دهشة (ع) مرة أخرى و هو يسأل كأنه ما عاين الأمر قبل لحظات : يا أخي شلون؟

أنا آقولك شلون سبحان الله .. سحر هو أليس كذلك ؟ سليمان عليه السلام كلم الهدهد و أنا أكلم لوح اللي هو أنت! يا أخي هي تسمع كلمة لبنة بت…

سمعت وقع خطوات كوماري تهرع إلى الثلاجة فقلت :أنتي هي ..هي حفلة ذكرى تأسيس شركة المراعي على غفلة؟ اذهبي و شأنك.

المهم استكملت (ف)” أكلت لبنة أنا و أختي و بعد أن فرغت من أكلها اكتشفت أن الخادمة قد أطعمتنا شيء قد مضت سبعة أشهر على صلاحيته!

هنا توقف كل من عالسفرة من مضغ طعامهم.. أسئلة كثيرة تدور في مخي :

شلون نسيتوا لبنة في الثلاجة سبع شهور؟

شدعوه؟

أي دعاء استهل أكل اللبنة “المحزرة” به؟

لمَ لم يتم تفنيش الخدامة و إبعادها؟

وين البلدية عن تفتيش الثلاجات المنزلية؟ و ين الرقابة؟ و ين الذمة و الضمير؟ و ين الحركات؟

انهلت الأسئلة على الأخت (ف) التي أبدت شديد استغرابها من عدم تصديقنا الأمر برمته.

ثم إنها دخلت في نقاش حاد مع الأخ (أ) لأنها سألت بعفوية : ليش دخلت رب العالمين بالموضوع؟

قالت (ع) – كلش مب جدتي- : هاي بركة دعائي يمه… كله أدعي الله يحفظكم.

كنت أنظر إلى هذا النقاش كمن يتابع مبارة لكرة المضرب و تخللني شعور غريب.. كأن اللبن عندها كان يغمز لي كأنه كان يحدثني فيقول:” أقولك.. اشرب لا اطولها و هي قصيره.”

نفضت اللقمة من يدي ، صرخت :ارفعوا أيديكم.. الأكل مسموم! إذ لا يعقل أن يصدر كل هذا ونحن في كامل قوانا العقلية.

لكن النقاش تطور لحد اضطررت لخوضه قبل أن يفجر آسف قصدي يكفر بعضنا بعضا. يا عزيزي يا بو (س) يا بو كل الحروف الأبجدية، النظام العلماني لا ينكر وجود الله إنما يفرق بين الأنظمة الحكومية و يرفض إقحام الأحكام الفقهية فيها*. الأخت (ف) تنظر للأمر أنه لا يتطلب كسر نواميس الكون ليثبت الرب جل و على من وجوده. فأكل اللبنة المحزرة و صار لها سبع شهور لا يزال من ضمن الأشياء العادية.

يعني هي تنظر للأمر مثل street fighter

لبن بو يوم

عادي…

لبن بو شهرين عادي

لبن بو سبع شهور (هم) عادي

لبن بو سنتين… يتطلب الأمر كسر النواميس و كل هذا بقدرة الرب سبحانه. و صلت؟

أتمنى أنها وصلت لكم أيضا قراء مدونتي الكرام.

مودتي…

—————–

*و الله الكاتب مسلمان يؤمن بقطع يد السارق و جلد الزانية (Onigaishimasu بليز بالياباني)

هل أصابني مغص بعدها؟ نعم و إلى يومنا هذا..