اشتكيت قبيل شهر من وجع بحلقي، فصليت طالباً الشفاء من الله، و قصدت الطبيب طالباً العلاج. حتى إذا استقبلني “سعادته” همهم و هذرم و أخذ بتحريك سبابته في الهواء و كأنه يبعثر الوصفات الطبية و أسماء العقاقير في عقله أو أنه لتوه بالأمس قرأ عن نفس المرض. ثم أمر الممرضة بإخراج قصاصة أعطاني إياها و هو فرح مغتبط
تفحصتها.. أصابتني كآبة، طأطأت رأسي و لم أزد على قول : حسبي الله و نعم الوكيل.
ارعص.. اضغط.. هبب اللي أنت عوزه لعرض الصورة.
خير؟ قالها و هو يضع يده على كتفي.
أنا.. أنا كان قلبي قارصني من زمان يا دكتور من الفلفل و أتباعه، بس ما تخيلت يوصل فيهم الحقد لهل الدرجة!
فغر فاه و هو يجزم بأني مجنون. إذ رأيته يغمز لممرضته بإحضار المطرقة بجانب إحدى الصور التي كان يعلقها قبيل دخولي عليه.
ما أدري دكتور أحس إنها الكوسه بنت ال.. بنت ال.. و الله ماني عارف لها أصل أسبها.. هي خيار ولا فلفل.. آه يا ضايعة الأصل ضيعتيني معاج!
عفواً.. عزيزي.
قاطعته و أنا أهم بالخروج: عفواً أنت.. عفواً هيئة الصحة التي أعطتك الترخيص مرةً حين هاجر المسلمون إلى الحبشة، و لم تأبه لترميم أنقاض العلم برأسك.. عفوك ربي لنقود أدفعها و اسأل عنها يوم القيامة لهذا المتسربل معطفه الأبيض..
و آه… آه من سكين الغدر يا كوسه يا تبع الفلفل.