امتطى إمام ابن كزباك جواده الأبيض القادم من أرض الجزيرة ، و الذي سيصبح فيما بعد مقترناً لكزباك كما سيتبين للقراء، فطوى المضمار تحت حوافره و استشاط الروس و أتباعهم من القوزاق ( وهي تسمية يطلقها الشركس و الشيشانيون على أهالي جبال القفقاس من الكفار) غضباً.
فرح أحمد بحفيده.. “هذا الدم الشركسي .. نعم الدم الشركسي” قالها بفخر و مكر و هو ينظر تجاه زوجته العجوز “تسيما” و ضج القوم صخباً و فرحاً لأن ركوب الخيل يمثل للشركس أكثر من مجرد رياضة أو حرب، إنه نمط حياة فالفارس لا يسبق عرضاً ولا صدفة، الفارس لا يولد إلا لفارس و لا تنجبه سوى ابنة فرسان, لذا كان الشركس يضحكون زهواً من أن الروس أرادوا اختبار سلالتهم بسلالة تشهد جبال القوقاز بسهولها و وديانها و صخورها على فروسيتهم و فروسية آبائهم من قبلهم. أما ستناي فلامت زوجها إمام على هذه الحماقة إذ حاول من يسابقه الإطاحة به، فلم يستطع لأنه صار و الجواد جسداً و احداً.. و أخذت تضرب كتفه ” أحمق.. غبي! ما عساني فاعلة لو أصابك مكروه بولدك الذي لم يتبق على ولادته شيء” أخذ مراد صاحب أحمد يقهقه عالياً : ” ما أشبه اليوم بالبارحة يا أحمد! أتذكر حين كنت أسيراً لدينا فلم ينعم عليك بالضرب سوى تسيما و أنت تتحامق بركوب الخيل” قد سمع كزباك هذه القصة من صديق والده مراد : كيف أن أحمد قد كان أسيراً لدى قوم أمه لأنهم جهلوا هويته، حتى شارك في غزوة معهم فأبلى بلاء حسناً و كانت ابنت الشيخ تسيما تعلمه الشيشانية حتى إذا رجع و قد أصابه جرح تذعر النساء منه ويفخر الرجال به أقبلت تسيما تصرخ في وجهه و تعنفه ” هاك كلمة شيشانية لم تتعلمها بعد : أحمق .. غبي” و ضحك الرجال حينها، و تيقن الشيخ من تحرك قلب ابنته ففاتح أحمد في الموضوع الذي طار قلبه ولبه فرحاً لهذه الفكرة. يتبع..
noonamajnoona
2008/01/23 - 09:03 م
D:
تحمست….
انتظر….
الوليد
2008/01/25 - 10:57 م
بإنتظار البقيه
Ra-1
2008/02/12 - 11:05 ص
ليش وقفت التدوين !!!؟
:/