تمهيد :

هذه الشخصية هي أحد الشخصيات التاريخية المذكورة في ثلاثية القفقاس للروائي محي الدين قندور و التي تتحدث عن شعوب الشركس و الشيشان أثناء القرن الثامن عشر، و اختصار مئات من الصفحات في سطور قليلة عمل ليس بالهين أردت الوصول من ذكره إلى هدف معين. لذا أرجو صبركم حتى أصل إليه.

====

شاب ترعرع في جبال الشيشان، لأب شركسي و أم شيشانية، و ما أن بلغ العاشرة حتى أصر والده أحمد على إرساله إلى “الأتالق” و الأتالق معلم يتلقى منه الطالب فنون القتال و الأدب و التاريخ كما يلقن العادات و التقاليد التي حافظ عليها الشركس مذ بثت أرواحهم في هذه الجبال التي ينازعها عليها الروس منذ قديم الأزل.

كان أحمد يمتلك مزرعة لتربية الخيول و كان يقود حياة وادعة هادئة في أمن و سلام و لم يبدو هناك أي منفعة حينها لهذه النشأة العسكرية سوى خطف كزباك لزوجته من قبيلة أخرى و قد كانت تنشأ حرب بين القبيلتين لولا تدخل ال”تحمادا” و هو كبير القوم، فدفع المهر و قطيع من الخيول ثمناً لهذه الإهانة التي طرب أحمد لها لأنه آمن أن مثل زوجة ابنه تستحق هذا العناء.

ثم امتد العمر و كأن الدهر غفل بمصائبه عن هذه العائلة، ليرزق بابن عهد بتربيته إلى جده حتى إذ بلغ الأربعين من عمره حج بيت الله الحرام ثم رجع بعد عام و قد طار القوم فرحا بالحجي الذي أقبل مع خيرة خيول الجزيرة العربية ليتم تهجينها مع خيول مزرعة أبيه.

تزوج ابنه و ذات يوم تم إقامة سباق للخيول بين الشركس و المسؤولين الروس الذين كانوا حينها في معاهدة سلام مع أهالي الجبال، و هذه المعاهدات قليلاً ما تعمر ليقوم أحد الفريقين بخرقها و لكل تبريره.

يتبع..