صدفه!

بسم الله، لا مبدأ و لجوده و لا منتهى، نفخ في التراب فأحياه، و سخر له ما في أرضه و سماه, و الحمدلله .. الذي أرسل لنا عرج به إلى سدرة المنتهى، أحمد الهادي من بين الخلق اجتباه. أما بعد، فإني أحببت أن أشركم في أمري حلوه و مره و هاهي قبضة بجنونها و أدبها : فأنا أمقت و أكره، و أحتقر و أبغض أغنية معلقة صدفة التي تنادى بها الركبان, و طبقت مشارق الأرض و مغاربها حتى حلف لي من أثق بيمينه أنه سمعها في مدينة ترفيهيه في جبال الألب بسويسرا.. لأن العرب هناك جم غفير، فتصايح النسوة و أخذن يملن برؤوسهن تمايل الأقحوان فرحاً و طرباً و الرجال هممن بالرزيف لولا عدم وجود السيوف..

فآليت على نفسي أن أشرح هذه القصيدة كما شرحت قصيدة عين فراش من قبل1 نال الشرح استحسان قوم كثير من بينهم وزراء و سفراء و أرباب للغة. والآن إلى الشرح: القصيدة غزلية ماجنة إذ لا تتبع الغزل العذري كقول الحطيئة :

آه يالأسمر يا زين حبك أسرني و دلالك غير ألواني.2

و هي أي الشاعرة تتبع مذهب مدرسة البقاء للأقوى و انتهاز الفرص و صراع الكائنات الحية للبقاء على أرض الشقاء. كما يتبين لنا “صدفة، نظرة، ابتسامة ، قطة ويه، لقاء، فضايح ، زواج” تتكون القصيدة من ستة أبيات، وهي تتبع بحر الهند من البحور الشعرية على وزن

فعله فعل فعلني *** فُله أناسه فعله

صدفه و من بين كل الناس علقني **من يوم شفته و عيني جات في عينه

طبعاً يعارض كلمة “صدفه” ذوي التوجه الديني لما تحمل في طياتها من معاني للعشوائية و هم يعللون اعتراضهم بالقدر و أن الله جل جلاله بكل شيء عليم. “حلو الكلام و لا اعتراض” أما عني فأنا أطالب الأب الغشيم أن يتفحص إيميل البنت و “اقطع دراعي” لو ما كنش يترجاها شهر تمر قدام محل الصدفة!

و في قولها علقني: أي سحرني و لا يخلط ب”العلق” في اللغة العربية الفصحى كقولهم “علقت الأنثى بالجنين” (عيب و لا يأتي هذا إلا بعد زواج الصدفة إن شاء الله) و النظرة إن شاء الله نظرة شرعية هي نظرة وحده و سببت هذا العلق! يهب! مو عيون عليه!


حسيت شي في عيونه حيل يجذبني**لما ابتسم بانت بوجهي تلاوينه

المعنى مسروق أدبياً من قول الشاعر :

وَالعَينُ تَعلَمُ مِن عَينَي مُحدِّثِها** إِن كانَ مِن حِزبِها أَو مَن يُعاديها

عَيناكَ قَد دَلَّتا عَيناي مِنكَ عَل**ى أَشياءَ لَولاهُما ما كُنتَ تُبديها

و هنا تضارب، فهي أي “الست المستحيه” تجمع بين الخفر و الجرأة و الحياء و الشجاعة و قد يكون ذا من باب التصنع لا من باب “متعودة دايماً “.

 

***

سلم علي وجلس جمبي وكلمني

و في قولها : سلم علي أي ألقى التحية و لا أحسبها (السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ) ثم أتبعها بأسئلة ليستعلم عن حال “الشايب و العجوز و الأهل و الأحباب” .. بل على شاكلة “هلا و الله… إسم الله، يخزي العين شو هالزين”

إلى هذا الحد تعمل الأخت بقول عزة لما استثارها أحدهم فقال : أأنت عزة كثير؟ فقالت أنا التي قال فيها :

لا و الذي تسجد الجباه له*** ما لي بما تحت ذيلها خبر
و لا بفيها و لا هممت بها*** ما كان إلا الحديث و النظر

***

كل الحواجز تلاشت بيني و بينه

و هذا ما يقال عنه في كتب الأدب : نعجه و خروف و باقي الحديث معروف! تلاشت الحواجر؟ تلاشت المسافة و العباءة تلاشى الهواء و ذراته ؟ طاحت الميانه ؟ يخرب بيتج توه قبل بيتين صدفه شفته ما أسرع ما تلاشت الحواجز!

***

اخذ ايديني بايديه وقام يوصفني
بما أني امرؤ شافعي المذهب جاز لي أن أقول أن وضوء سبع البرمبه بطل، لما ذهب إليه الشافعي و أصحابه ببطلان وضوء الرجل إن لامس أجنبية، و قد قيدها السادة الأحناف بالشهوة2 و يا محاسن الصدف الأخ (كَـلبه طيبه)3

***

ولا تمنيت ايدي تترك ايدينه

و هذا كلام ما في زين.. لم؟ لأن هناك صلوات ستقام، و لا تجوز صلاته ما دامت ” إيدها في إيدينه” و هو ما يوصفه اهل الكنانة ب ” تشعبط الرجل في إيدين الوليه” و جاز له معصيتها و أن يسحب يده من يدها لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

***

قالي كلام بصراحه حلو دوخني

و الاعتراف بالذنب فضيلة و أنعم بالصراحة في هذا الموقف، لا أرجوكم ليس بابتذال و المرأة شوي تسوق الغلا و الدلال.. أبداً فيما يضيع المرء عمره في لعب لا أول لها و لا آخر؟ شفته، سلم ، قعد ، كلمني ، دوخني… و موضوعه خالص.

***

ماقد سمعت بحلاته اه يازينه

عاد، خلاص! Too much بقدرش أقول أي إشي و الله عيب … كده كتير و ما راح أعلق.

***

معاه احس الأغاني عنه وعني


اللي على راسه بطحه يحسس عليها! و قولها الأغاني يفيد العموم يعني كل الأغاني و من الأغاني ” صاجه ويا الصاجه “4 و ” توني عرفتك زين“5 و هو كقول البارودي :

خيالك في عيني و ذكرك في فمي*** و حبك في قلبي فكيف تغيب؟

***


واجمل اغاني الغزل شعري وتلحينه

قسم و سمعني! لاحظ عزيزي المستمع المنطرب .. أن الغزل في شخصها هي هو من شعرها لا من شعره و لله بل لم يزد على أن يلحن لا أكثر و أن يصدق ما يقال له .. فإن قالت أنا حلوه قال : أنتي حلوه ترا را را را ..

هنا ينبغي للعاقل أن يذكر أن مادح نفسه يبيله …. قلة أدب ؟ يمكن .. تجاوزت بعض الخطوط الحمراء ؟ أكيد لكن ليس بدركة قلة الأدب اللي نسمعها هالأيام و يطرب لها الشباب و الشابات. ولا يمكن … مكبر السالفة يا رائد!؟

===

1نال الشرح استحسان قوم كثير من بينهم وزراء و سفراء و أرباب للغة ( و هذا من البهارات الجائز رشها على أي قصة يرويها المرء)

2لاحظ معاي بو خالد يوم يرفع كتفه!

3 كما قالت إحدى الخادمات لمولاتها ذات يوم وهي تصف أحد اهل البيت فاستشاطت غضباً ثم استكانت إذ علمت أن قصدها هو : (قلبه طيب.)

4 كلمات يالصاجة و هي “صدفة” ال70 بل أقدم : المغنية: يا خوي محلى السفن لي لزت السيف
المجموعة: صاجة
المغنية: كلها صبيان تجر المجاديف
المجموعة: صاجة
المغنية: يا نواخذهم لا تصلب عليهم
المجموعة: صاجة
المغنية: ترى حبال الغوص قصت ايديهم
المجموعة: صاجة
المغنية: يا ليتني دهينة وأدهن أيديهم
المجموعة: صاجة
المغنية: يا صاجة ويا صاجة ما صدقتي
المجموعة: صاجة

5 تابع المؤثرات المرئية..! لاحظ حسين جاسم و هو يغني و النظرة تقول ” آخ منك آخ…”

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. Raed

    2007/12/27 - 01:45 ص

    ارعص على الروابط البنية اللون للإستماع و مشاهدة ما يتم طرحه! فرفش و ادعي لي أنت و ياه!

  2. بحرينية

    2007/12/28 - 01:12 ص

    آنه اشكثر امقت اغنية ” صدفة ” و اللي تغنيها فوقها
    اما المشكل فأني كل ما اعبر عن سخطي هذا الاقي ردود افعال عنيفة مخيفة و تهديدات بالقتل !! بأمارة ان الاغنية مميزة :s
    شكرا يا رائد على البوست الساخر و اللي فش غلي على هالاغنية بجدارة

    ويبقى السؤال .. يعني شنو رزيف ؟؟

  3. noonamajnoona

    2007/12/28 - 07:18 م

    _يخرب بيتج توه قبل بيتين صدفه شفته ما أسرع ما تلاشت الحواجز! _
    موتني ضحك ههههههههههههههههههههههههههههههههههه

    كلو رهيب ….. من جد الاغنيه تافهه ….

    انا من اول ما استسيغها لان المغنيه غير خليجيه فقط … بس الحين قرفت منها كلها …

  4. المعضادي

    2007/12/29 - 12:35 ص

    من خلال قرائتي لما كتب ظننت لوهلة انك لا تنتمي إلى مجتمعنا ولا إلى كوكبنا
    أصلاً ! ! لسبب واحد أضحكني وأدهشني في نفس الوقت وهو :
    سيادتك ذكرت في شرحك الساخر عفوأ سأقتطفها بعد أذنك من معاليك يا باشا
    المعنى مسروق أدبياً من قول الشاعر :
    وَالعَينُ تَعلَمُ مِن عَينَي . . . الخ هههههههههههه
    ادبياً وثقافياً وعلمياً وبما لايدع مجالاً للشك (( يعني من الآخر بالعربي ))
    هل انت تفتكر ان من وصل مستوى من السفاهة والتفاهة وخط هذا الحشو الذي لايمت للأدب والشعر بصلة على علم او على الأقل مجرد إطلاع على مثل هذه الابيات التي يحتاج مليون وتسعمائة الف سنة ضوئية ليفهم معناها او يعرف انها شعر أصلاً !

  5. ❤whαtever❤

    2007/12/29 - 01:40 ص

    آآآآخ منك يارئد!!!!
    اللحين مابط جبدك من التفاهه اللي طالعة هالأيام الا صدفه؟؟

    وين “بوس الواوا” وغيرها .. صدفه ولاشي عند اللي طالع هالايام.. صج الكلام خرابيط والاغنية سخيفه بس ع الأقل كلماتها مو منحطه..

    وبيني وبينك عنبر اخو بلال..

  6. Arabian Princess

    2007/12/31 - 09:39 ص

    يعني كان لازم تخرب الأغنية علي؟؟؟ كنت أستمتع فيها دون أن أفكر في معانيها ال”عميقة” .. بس من اليوم ورايح ما راح أقدر أستمتع فيها .. شراً لك يا رائد :)

  7. Arabian Princess

    2007/12/31 - 09:40 ص

    شكراً *

  8. Raed

    2008/01/02 - 10:31 ص

    الرزيف يا بحرينية هو ما يسمى أيضاً بالعرضة.

    noonamajnoona

    و الله لو كانت من تغلب أو من الأمس و الخزرج لا زلت أمقتها.

    المعضادي

    دعني أذكر لك ما يقوم به بعض الشعراء اليوم :

    حدث أن جاء أحد الأعراب من الأصحاب ذات يوم (حلوه أعراب) فقام يحدثني عن شاعر ما (أبد مو المريخي) في قصيدة يمثل فيها البطل الشاعر الأبي ذو الكبرياء و الغرور و قد لاح له وجه محبوبته بعد فراقهما فدمعت عينه.. و إذا بالحبيبة تفرح لأن مكانها بقلب المريخي لا زال موجوداً .. لكنه يقول لها : سوري… شعرة إبعيني و طلعت.

    و يهيج الجمهور طرباً و يرمي الرجال “عقلهم” لهذا الشعر الجميل و يقول صاحبي الأ‘رابي : يا خي كيف جابها ؟

    فقلت بملل : أقول لك كيف جابها.. من هذه الأبيات..

    كتمت عواذلي ما في فؤادي وقلت لهن:ليتهم بعيد

    فجالت عبرة أشفقت منها كأن عبير وابلها الفريد

    فقلن:لقد بكيت،فقلت:كلا وقد يبكي من الطرب الجليد

    ولكني أصاب سواد عيني عويد قذىَ له طرف حديد

    فقلن:فما لدمعهما سواء؟ أكلتا مقلتيك أصاب عود

    فلا تعجب أيها المعضادي, إن رأيت الأبيات تسرق من الأموات فلا شيء أسهل من سرقة الأدب (قلة أدب)

    whatever.

    الواوا .. شاطر.. naughty أغاني تربوية .. ما فيها شي.

    AP

    شر لي .. عجبتني :)

  9. LAYAL

    2008/01/20 - 01:51 ص

    شافعي =خدموني عيل ؟؟ :-)
    اضحك الله سنك علي هذا البوست

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات