حسناء من مخيلتي

هي أجمل من رأيت، و أرق من تخيلت هي حالمة حين يكون من حولها واقعيون و عقلانية حين يكون غيرها طائشون. و قد تتخيل أيها القاريء أنها تروق لمن وجدت بمخيلته فقط, أبداً.. لقدت بدت من الروعة أن جمالها يعصف بأي جمال حسناء فيعريها مما يتغنى الناس به. وهي فوق ذا، من أسرة عريقة ذات حسب و نسب فليست المادة أو المكانة تنقصها.

و لا لم أسمها بعد ، هي ككتاب حوى عجائب الدهر فحرت فيه إسماً يطلق عليه. لكني ما أن أتأملها في مخيلتي لوحدها حتى أراها تجهش بالبكاء. هي من خيالي خلقت ، و من أحلامي رسمت، لكني لا أدري ما يبكيها.

ظننت أنه الحب، وأن فتاة بروعتها تريد كغيرها و من هو دونها أن يخفق قلبها بإسم شاب، أن تتذوق هذا الشعور الذي يتحدث الناس به. فآلامني أن أخلق بطلاً لها، إذ أني أحببت أن تكون من خيالي و لي.. لكني فعلت، فصورت شاباً اجتمعت فيه الفروسية والشاعرية و كل ما تتهاوى النساء للرجال أمامه لترتبط به. لكن بالرغم من ذلك لا زلت أسمع أنينها أناء الليل.. هي لا تزال باكية، لكم ينفطر قلبي حين تهوي برأسها بين كتفيها المرتعشان, فينسدل شعرها الحريري ليصير محراباً يسمع صوت أنين هذه القديسة بجوفه، و المناديل من حولها كحمام في يوم ماطر.

رباه, أي شيء سوى أن أراك على هذا الحال غاليتي، ما هكذا أريد أن أخرجك من مخيلتي إلى الناس, أريد منهم أن يروا بياض عنقك، و اتساع مقلتك و شعرك الكستنائي أريد منهم أن يروا رقة خصرك و أن يسمعوا عذوبة صوتك و أن يروا أي شخصية استودعت بهذا الجسد. نعم، علها أغرب مرة أن أقوم ببناء عمل حول شخصية، افتتنت بهذه الشخصية التي كنت أخشى أن أفسد جمالها إن لم أوفق بالنص، فآثرت أن أبقيها حتى تواتيني الثقة بقلمي و أن استعين بأي شخصية فأتدرب بها إلى حين تنمو موهبتي بالحد الذي يمكنني من أن ينظر العالم من خلال كلماتي إلى هذه الآية و أن تكون ألفاظي من الحسن و البلاغة بالقدر الذي تنصفها به.

فهل فارقت البكاء؟ أو الحزن الذي يتغشاها؟ لا.. حسبت بعدها أنها تتوق لما تتوق له كل امرأة في مرحلة من عمرها، فوهبتها أبناءً كأنهم أقمار تدور في فلك جمالها. فكانت أمامهم عذبة مؤدية لدورها، كانت خير زوجة وخير أم.. لكنها و ما أن تختلي بنفسها حتى تعود لهذه الحالة من اليأس، حتى رأيت أن الأفضل و بعد كل محاولاتي بإنقاذ هذه الشخصية التي نسجت أن أتركها و شأنها لتقرر مصيرها، أن أعطيها حرية تقرير مصيرها كيف شائت.

قليل ما ترتبط الشخصيات بالكاتب فتترك أثرها فيه لا العكس، لكنها أخذت تمعن النظر بعينين مغرورقتين بالدموع و هي تنظر إلي نظرة امتنان و قد علمت بأني أسلمها لجام خيالي، عوضاً عن أن تسعى خلفه. جف دمعها أخيراً، ارتخت قبضتها عن قارورة و سكنت حركتها و بدت لأول مرة مذ خلقتها ناعمة بالأمن و السلام.

 

ملاحظة : منعت التعليقات قصداً و من أراد التعليف فليرسل لي بريداً إلكترونياً على : kilmtcom@gmail.com

 

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp

أهم التدوينات