كلمتكم
جرت العادة في مثل هذا الوقت من السنة أن تحتسي الوالدة قهوتها يومياً أمام نافذة مطلة على حديقة المنزل القاحلة، و حديقتنا بعشبها المحترق المتناثر في غير نسق أشبه ما تكون حينها كسبية ممزقة الثياب تستر نفسها بأسمال بالية ممزقة (على طاري السبايا، وينك يا سوق الجواري وينك؟)
و بعد أن تطيل النظر في زواياها تسألني ما رأيك أضع ال”روز” الأبيض هنا في الوسط حيث تكون “البيتونيا” هناك أو ” فم السمكة” هنا وهي أسماء اعتدت سماعها وكأني نشأت في مشتل هولندي مذ صغري!
رشفت القهوة : اللهم إني أعوذ بك من سوء الكبر!
هوت بمجلة تمسكها على رأسي.
يا أمي سامحك الله، إلام تنظرين ؟ و أي شيء في الهواء ترسمين ؟ يا أمي وهل شيء سوى أرض مرت1) (مجدبة و عجاج ؟ بربك أفيها سوى أصفر يبس و عشب يئس؟
تفتقر إلى الخيال.. نعم، ينقصك الخيال. مع أنك مهندس هذا محير.. أخذت تسرد كل هذه التعليلات في تصفح لا هدي له وهي تقلب المجلة.
نحن معاشر المهندسين قوم ننظر في خرائط و جداول لسنا برسامين ! ثم إن الزرع قد لا ينبت لأي سبب. أما الحديد فيصهر و يقهر، و حصاده محسوب و معلوم إلى المليمتر.
معدومي الثقة بالأحياء لا إلا!
زد على ذلك أني أكره الانتظار فكيف بمواسم من الترقب؟
معدوم الصبر، عجول..(قلبت الصفحة سكتت لوهلة كأنما استرعى إنتباهها خبر ثم استكملت : عبثٍ، مبعثر لأغرضك، مهمل.
ما شأن هذا بما نتحدث عنه؟
“الشيء بالشيء يذكر يا عزيزي الشيء بالشيء يذكر” قالتها مبتسمة و عاودت النظر لتتفكر في أمر حديقتها وعدت لكتابي.
ثم يقبل الشتاء و تهطل السماء أو تهمع(2) (حسب السوق و ذمة المساهمين في إخراج الزكاة) فيذهلني ما أعاين من ألوان وما أستنشق من عبق! نفس الوصف أراه كأنما الأرض كانت تنصت لأحاديث الصيف بكل انتباه فلا تحيد عن وصف والدتي لهذا الثوب الذي تزف به الحديقة للربيع. ولا زالت ،على مر السنين، ثقة الأرض بوالدتي وثقة والدتي بالأرض تثير إعجاب من زار الحديقة.
================================
(2) همعت : أي صبت كناية عن الغزارة.
[MYPLAYLIST=1]
Arabian Princess
2007/08/22 - 09:18 ص
ما شاء الله .. حديقة غنّاء ..
الوالدة تملك طولة البال والأمل .. صفات لو كل منا تحلى بها .. كانت الدنيا حلوة
الله يخليها لك و يخليك لها
نور الزهراء / الدوحة
2007/08/22 - 11:11 ص
مررت لمروركم فادهشني الموقع بما يحمل بين طياته من معلومات قيمة
دمت في سماء العلم مرفرفا
موفق بعون الله
أم الدنيا
2007/08/22 - 12:39 م
ايه الحلاوه دي ..
كول الورد دول في بيتكم ؟!
ده انتو مجمعين ورد الكورنيش كولوه
امال فين حديقة المنزل الئاحلة؟
كول ده وئاحلة؟ أمال لو معمرة تيجي ازاي؟
خنفسانه
2007/08/22 - 01:53 م
يممممممممم مرتع جميل للخنافس
layal
2007/08/22 - 03:04 م
في اعتقادي او كما رأيت ان محبي الزراعه اصحاب نفوس صافيه روحانيين هادئيين
الله يخلي لك الوالده ويخلي لها حديقتها
♥what ever♥
2007/08/24 - 08:34 ص
بصراحة الحديقه ماشاء الله رووووعة وهذا يدل على ابدع وذوق صاحبتها..
وحده الفنان يستطيع رؤية الجمال وسط هذه الصحراء..
تأمل فـي نبات الأرض وانـظر
إلـى آثار مـا صنـع الـمليك
عيـون مـن لجين شاخصـات
بأحـداق هـي الـذهب السبيك
على قضب الزبرجد شـاهـدات
بـأن الله ليـس لـه شـريـك
قال تعالى( يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي) صدق الله العظيم فسبحاان الله..
اما الوصف فصراحة زييييين سوت فيك.. واذا عن الخيال فأظنه ماينقصك بل عكس شكله فاااااايض..ولا ماكانت المدونه جذي..
♥what ever♥
2007/08/24 - 08:37 ص
الله يطول بعمرها ويخليك لها..
أما آن لك أن تحقق أمنيتها بعد؟!
بحرينية
2007/08/26 - 06:05 ص
كنت اعتقد دائما ان الزراعة لاتحتاج سوى الصبر الى ان قرأت هذه التدوينة و انتبهت الى نقطة اخرى كنت في غفلة عنها
كثيرا ما قرأت و سمعت بأن النباتات تمتلك المشاعر حالها من حالنا احنا البشر
و هذا ما لاحظه العلماء عند عمل مقارنة بين نباتات رويت بالماء فقط و نباتات اخرى رويت بالماء و الموسيقى
اضافة الى قصص قديمة حقيقية كان مفادها انه هناك جدة العجوز كثيرة الحديث و الفضفضة مع شجرة في حديقتها ليقينها بأن الشجرة تسمع و تتفاعل و قد ماتت الشجرة بعد وفاة العجوز
نعم انها ” الزراعة ” تحتاج ايضا الى ثقة بالاحياء
صبر .. ذوق
هذا ما يحتاجه الانسان للنجاح في حياته
شكرا لك يا رائد على البوست و الصور اللي معاه
و الله يخلي لك الوالدة و يطول في عمرها
Raed
2007/08/27 - 06:54 م
AP
و يخليج ويخليلج كل عزيز و غالي.
نور الزهراء
لا تغتري فالمدونة تحمل نفس القدر و أكثر من الزاد الذي لا يسمن ولا يغني من جوع. ونتمنى أن تكوني من الزائرات الدائمات إن شاء الله.
أم الدنيا
حياك الله.
Layal
و يخليج ويخليلج كل عزيز و غالي.
what ever♥
يا ستي.. و هل امرأة أعلم مني بنفسي كأمي ؟ و شكراً على الإطراء.
أما عن تحقيق الأماني فالنية موجودة و العزم صادق و حتى يأذن الله.
بحرينية
الشكر لك أخية.. و same same دعاء اللي فوق. وهذا أيضاً جانب لا يغفل عنه الصبر والعلاقة بين المزارع وما يزرع ومن الطريف ما جرى لي أثناء طفولتي .. إذ تظاهرت بالنوم و جخلت أمي الغرفة فقالت.. لخالتي : عيالي حبايبي نسيت أسقيهم.
فإذ بي أقوم منتبها : لا .. للحين ما نمت!
عنيت الزرع! لا أنت.. رد نام الله يخليك لا تسوي لي مسلسل بكره الصبح!