جراح نامية-2

كنا بالمقر الرئيسي لشركة كوزمو للنفط، نوقع عقداً يخولنا من تطوير حقل في دولة الإمارات حين أخذت تلح زوجتي بالإتصال و لم يكن طبعها كذلك. خرجت من قاعة الإجتماعات. رددت على سيل المكالمات. ساتو سان. كان الصوت مصحوباً بالخوف.

هاي.

عذراً لمضايقتك، أعتقد أن عليك القدوم إلى البيت.

ما الخطب ؟

إنه يمادا.

ما الذي فعله هذه المرة ؟

أمر فظيع أنا آسفة لكن..

ألا يستطيع ذلك الإنتظار؟

“لا.” قالتها بحزم.

ينبغي أن تعرف أن إبني يمادا من رواد شيبويا، و تاكاشيتا و هما حيان للمراهقين بطوكيو التي انتقنا إليها.. ثم رمقني مبتسماٌ في خبث قائلاً : و بعض ممن هم في مطالع العشرين أمثالك يتسكعون هناك.

آه، يعني كقهوة الصيادين عندنا لمن هم من عمرك ساتو سان!

هل يبيعون “قبقب” ؟ قال كلمة “قبقب” أي سرطان البحر باللهجة الخليجية فنسيت همي و أنا أضحك من طريقة نطقه.

نعم يبيعونه.

 كم أحب “قبقب” !استكمل وهو ينفث الدخان من منخريه كتنين : عموماً هرعت إلى البيت. بويو “أي يا صبي” ما الذي نقوله حين نعود لبيوتنا؟

” تدايما!” قلتها بسرعة لأنه كان يضج فرحاً و فخراً أني أتعلم اليابانية السليمة الصحيحة فأبدو كشخص مهذب لا كعلي بابا يجيد اليابانية! (2)

 أحسنت من يدري علك تتزوج يابانية يوما ما على هذا المعدل!  أين كنت ؟ آه…  اعتذرت من مسؤولي تحت ظرف عائلي، ذهبت إلى البيت و أنا أفكر ما فعل هذا الأحمق هذه المرة؟

كان هناك في البيت مع أمه في شجار وهي تصرخ به قائلةً : كيف لنا أن نواجه الرجل ؟

 أوكاسا.. “أماه” أرجوك. و سكت لأنه لمح دخولي إلى البيت.

 أحمر وجه العجوز خجلاً وهي تقول متلعثمةً :  أوكايري ساتو سان (أي عوداً حميداً)، أعذرني. هل أحضر لك شيئاً تشربه. الشاي الأخضر.

 حالاً. 

هلا قلت لي متى تتوقف عن هذا؟ ما الذي فعلته هذه المرة؟ أي عراك أم أي تهمةً وجهتها إليك الشرطة ؟

 أبي.. أنا..

و كانت هذه أول مرة لا يعلم يمادا كيف يدفع التهم عن نفسه ويلقي باللوم على غيره، فاستغربت.

أبي، أريد الزواج..

أهذا ما تركت الإجتماع لأجله ؟سمعت صوت وقوع صينية الشاي و هو صوت لم آلفه طيلة أعوامي الثلاثين، فالعجوز ربة بيت رائعة.

أسفة.. ساتو سان. لم أقصد.

لا عليك. لكن ألم نتمكن من مناقشة هذا ليلاً أوكاسا ؟

صمتت، فتنهدت و استمعت إليه ضحكت من قوله و أخذ يقنعني بعزمه وصدقه حتى رأيت أن أجاريه.

 يمادا ..هل أنت مستعد للتخلي عن حياة العبث و أن تلتزم بدراستك وما تبقى منها ؟

 هاي.

ركع في خضوع تام. نظرت إلى والدته مبتسما و أنا أشير إليه، لكن قلقها زاد بعض الشيء.

 قل لي من هي؟

هي فتاة رائعة، ستحبها أنت و أمي و كوروماتا. احتسى ساتو بعضاً من القهوة “لم يخطأ حين نسب الروعة إليها..” لا أدري لم كان يجر هذه الكلمات جراً من حلقه.

 استطرد : يبدو أن البحر لن يمكننا من البحث في أعماقه اليوم.اشتدت الريح فأبلغته أني سأذهب للقبطان استعلم منه آخر المستجدات و لأحضر مزيداً من القهوة.

يتبع…

======================

نظراً لعمق اللغة اليابانية فإن هناك مراتب للكلمات و أصاف تطلق احتراماً للسن و اعتباراً للمكانة الإجتماعية و كنت أحب استخدام أبسطها في حضرته فكان دائماً يسألني لم تريد تعلم اليابانية بطرقية علي بابا كأنك تخاطب جمعاً من المجرمين! و كان يطلق على أي عملية سرقة سواء أكياس الشاي إلى اختلاس الملايين بعمليات علي بابا.. فيقول مشكلة دول الشرق الأوسط TOO MUCH ALI BABA!

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. بحرينية

    2007/08/14 - 05:43 ص

    :s
    بعد يتبع !!
    اراك تتفنن في تعذيب الفضول
    الذي اتخذ النفس البشرية مكانا للعيش
    و لازلت مصرة
    بأنتظار التتمة عشان نعطيك التعليق

  2. Arabian Princess

    2007/08/14 - 06:24 ص

    Yaaaah I agree with Bahrinia .. give us the complete story :)

  3. Din

    2007/08/14 - 07:09 ص

    sugoi desu ne XD
    Ra2oood kun 😛

  4. Raed

    2007/08/15 - 02:36 ص

    بحرينية

    بعد يتبع ..

    AP

    I wish… but i am writing it.

    Din

    hai hai..

  5. عبير

    2007/09/06 - 03:46 م

    اول شي مدونة رااائعة جدااا

    ووو تاني شي صراحة مني فاهمة القصة :$ ممكن احد يشرحلي

    و بالتوفيق اخوي

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات