بين الحياة والموت وفلبيني!

pic043.JPG

(الصورة مرت بهيئة الرقابة ولذا ترون السواد)

دخلت مبنى الطواريء لعيادة خاصة ، أخبرني طاقم الإستقبال بالذهاب لتعبئة الطلب نظرت إليهم فاغر الفم و جبال الدنيا جاثمة على صدري فلا أستطيع التنفس لذا لم أعقل شيئاً مما قالوا. لا أستطيع الآن، كل ما أرجوه منكم هو أن تدخلوني إلى حيث الطبـيـب. ففعلوا.. أسجاني الممرض الفلبيني على السرير و قام بقياس درجة الحرارة و ضغط الدم. ثم سألني مم أشتكي، فأعلمته.

حتى دخل الطبيب هاشاً باشاً فسأل : ها ، مالك يا بطل؟

فأعلمته ما أعاني من ضيق في التنفس فجأةً قبيل أن أبدأ بالتمرين.فأخضعني لجهاز تخطيط القلب و في غضون بضع دقائق أوثقت بعدة أسلاك إلى جهاز لا هم له إلا عد نبضاتي. غادر الطبيب الغرفة و بقيت وحدي مع الممرض الذي سأل في كل شيء و عن أي شيء سوى ما يتعلق بصحتي :

أعزب؟

نعم ولله الحمد و المنة.

هل درست ببريطانا؟

لا بالولايات المتحدة .

يبدو ذاك من إجادتك للغة. هل تتمرن؟

لا أعراض جانبية من الطباعة. أكيد أتمرن يا جايب التايهة.[1]

ثم مرت ممرضة وإذ بها تقول شيئاً فيقول وقد ملء الضحك فمه: – تقول أنها معجبة بك.

– لكم يخفف ذا من آلامي!

نزع الطبيب الستار مرةً أخرى فقال و هو يحول نظره بيني و بين الجهاز :

– غريبة….

مالغريب يا طبيب؟ أثمة شيء؟

أول مرة الجهاز يدي قراءة تعد طبيعية بالعادة إما هبوط أو نبض زايد يعني!

يعني حتنق يا دكتور؟ هم يحسدوني على موتي فوا أسفاه__ حتى من الموت لا أخلو من الحس

د لا يا عم أنا بس بئوول يعني.

ثم خرج من حيث أتى. زاد ألمي بعض الشيء و إذ بالممرض الفلبيني يناولني قلماً و قصاصة ورق. نعم، أكتب رسالة لوالدي، أرحل عن الدنيا مغترباً بين قومي وفي بلدي. وصيتي… لا حول و لا قوة إلا بالله،.. لله الأمر من قبل و من بعد..

ناولني القلم يا عبد الله. و هممت بالكتابة “أبي أمي..”

رقم تلفونك لو سمحت.. قالها محمر الوجنتين وبه من الخفر ما لو وزع على النساء كافةً لحسبتهن عذارى جميعهن.

يخرب بيت شكلك يا شيخ.. الواحد بين الحياة والموت و أرقـّم ؟ لا و بعد واحد؟ يا شيخ سمعت بخاتمة سوء أسوء من هاذي؟

خرجت بعد أو وصف لي الدواء و إذ بموظفة الإستقبال تسألني أن أعطيها 50 ريال، فأعطيتها بطاقتي الإئتمانية. ثم طال الأمر بعض الشيء وإذ بها تسألني

حضرتك البطاقة فين؟

أعطيتك إياها.

لأ!

يا ليل ما أطولك. وضعتها هنا! و إذ بها لا تزال مكانها ولم تأخذها. رجوتها بالله أن تسرع. وإذ بها تسأل طبيباً آخر أن ينهي مكالمته حتى تتمكن من استخدام البطاقة.

الزول في هادي المستشفى ما يقدر يتكلم شويه؟

رائد..

هلا دكتور.

أريد منك أن تأخذ مغذياً عبر الأوردة.

لا ضير

و إذ به يرسلني إلى غرفة. استلقيت على سرير آخر و إذ بنفس الممرض الفلبيني يدخل فقلت : يا أخي الخلوة معاك باطلة شرعاً ! تناول يدي قائلاً: قد يؤلم هذا بعض الشيء. أغمضت عيناي، و إذ به يصرخ
:تباً! لحظة .. و إذ بعرقي ينتفخ.. وضع الثلج على يدي و هرع يحضر رئيسة الممرضات التي طلبت مني أن أهدأ و أن أعطي هذه العيادة بطاقمها “المحشش” فرصةً أخرى فلم أزد عن قول : دعوني و شأني.
خرجت من الغرفة وجيش جرار يحيط بي من الممرضات و الممرضين لتقول لي عاملة الأستقبال :

أعطيتك البطاقة.

لا لم تعطيني إياها.

أوه عذراً ها هي.

خرجت و أنا أقول : لكل داء دواء يستطب به__ إلا الحماقة أعيت من يداويها.Maybe.. for one to burn out is better than fading away….!


[1] جايب التايهه لقب يعطى للذي يقرأ بين السطور ويجيبها و هي طايرة. أما بالإنجليزية فتكتب : وتنطق كما تكتب. jayeb al tayhah

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. ماريد أحط اسمي

    2007/07/21 - 06:01 ص

    يالله يا رائد ما تشوف شر أبدا. لا تخوفني عليك كل مرة قاعد تطري الموت والله إني أرتاع، كيفك الحين إن شاء الله أحسن؟

  2. Arabian Princess

    2007/07/21 - 01:20 م

    يا حليله الفلبيني .. متخيل نفسه في ER :)

    وفي الصورة ما شاء الله عليك مبتسم وترفع علامة النصر !! :)

    الله يبعد عنك كل شر يا رب

  3. أسمحيلي يالغرام

    2007/07/24 - 10:56 ص

    الحمدلله ع السلامه وماتتشوف شر, وعلى فكره ماينلام الفلبيني فيك..:)

  4. بدون

    2007/07/25 - 12:09 ص

    ان شاءالله في الفلبيني ولا فيك P:

  5. Raed

    2007/07/25 - 05:21 ص

    ماريد أحط اسمي Says:

    الشر ما يجيك الشر. أحسن الحمدلله لكن لازلت أحس ببعض الألم.

    AP

    من قلب! لا أزال بخير ما دمت أبحث في كل موقف يعرض لي عما يرسم البسمة على وجهي و وجه غيري.

    أسمحيلي يا الغرام

    الشر ما يجيج.. لا و الله ينلام!

    بدون

    لا فيني ولا في الفلبيني p;

  6. Catism

    2007/07/25 - 05:29 م

    أجرا وعافية.
    لا بأس، طهور إن شاء الله.

  7. Raed

    2007/07/26 - 06:47 م

    يعافيج, آمين.

  8. Ra-1

    2007/07/28 - 10:55 م

    أهم شي الايتسامة :)
    منو مصورك؟؟؟
    p:

    سلامات رائد ماتشوف شر …

  9. Amina

    2007/08/01 - 07:19 ص

    o ma tshoof shar again, fi meezan 7asanatik.. we do often run by such ironic situations where the most we need is the least others think of, but in a hospital, it becomes scary more than ironic !

  10. Raed

    2007/08/01 - 11:47 م

    ra-1

    الفلبيني بزاته!

    Amina
    ditto!

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات