سبب المقال: دخلت البيت و إذ بجمع من الصغار يرتقبني ويضمر لي الشر،و إذ بممثلة حزبهم تقبل علي في دهاء و حذر فتوجست شراً ثم ولجت عبابهم و لسان حالي

إن قومي تجمعوا و بقتلي تحدثوا___ لا أبالي بجمعهم كل جمع مؤنثُ

فاستوقفتني غالية – وزيرة خارجيتهم و مخططة أي هجوم له علاقة بي- سائلة : عمي رائد تعرف تكمل المقطع ؟ يلي بيسمع كلام أهله شو بنئلوا؟ فما كان مني سوى أن أجيب دونما تردد : عبدالقادر(1). انفجر حزب الشر ضحكاً فآليت على نفسي ما آل سيبويه على نفسه.(2)

فأردت أن اقبل بكلي على هذا العلم النانسوي فأستشف معانيه و أبين للناس ما اشكل عليهم من فهم حواشيه و أبرز كنوزاً و درراً ولطائف تجمعت فيه. و الله من وراء القصد.

يتبع….

– نانسي الحسناء العذراء :

و هو الطور الأول وفيه تبرز هذه القديسة ببساطة و رقة و جاذبية يسيل لها لعاب الأوباش بقهوة حيث الأوغاد تجمعوا ليتناوشوا عذريتها وينالوا من براءتها. نعم أرادوا أن يدنسوا جسدها فصرخت أخاصمك آه (أي مبدأ البراءة) أسيبك هيهات لا ! فسلمها الله من شرهم و هي بذا بينت فساد المجتمع و رفضها لوضع الأمة.

– نانسي ناقدة و موجهة:

ثم رجعت حسناءنا الطاهرة إلى المشكلة دارسة بدقة و عناية أسبابها دونما تحيز لشيء سوى الحق و هذا لعمري هو دأب الصالحين و مذهب المصلحين على مر الأزمان و الأماكن. فحثت النساء من بني جيلها على العمل المنزلي و محاربة العولمة والرجوع للبساطة و تحمل الألم في سبيل المحب آهاً و نص.

هم يتبع

=================

1- اختلط علي الأمر إذ ظننت أن الأغنية المعنية هي التي اشتهرت قبيل سنين عبدالقادر للشاب خالد.

2-كان سيبويه وقتها ما زال فتى صغيرًا يدرج مع أقرانه يتلقى في ربوع البصرة ـ حاضرة العلم حينذاك ـ الفقه والحديث، وذات يوم ذهب إلى شيخه حماد البصري ليتلقى منه الحديث ويستملي منه قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس من أصحابي أحد إلا ولو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء…”

ولكن سيبويه لقدر قدره الله له، يقرأ الحديث على هذا النحو: “ليس من أصحابي أحد إلا ولو شئت لأخذت ليس أبو الدرداء …”

فصاح به شيخه حماد : لَحَنْتَ يا سيبويه، إنما هذا استثناء؛ فقال سيبويه: والله لأطلبن علمًا لا يلحنني معه أحد، ثم مضى ولزم الخليل وغيره. ومن هنا كانت البداية.