رائــــــــــــــد مـــــــــــــــــات

مه…؟ تنهدت ببطء، ترامى إلى مسمعي وأنا بين اليقظة والمنام نشيج أمي و بكاءها و هي تبكي بحرقة قائلة (فديت شبابك يومّه) تسّمر جسدي و جحظت عيناي.. سألت نفسي من مات؟ ما أفزعها من طريقة يستيقظ المرء بها! ثم إذ بي أسمعها تقول : مات رائد..رائد مات!

صعقت, سرت بجسدي برودة ،ما عدت أسمع ما يدور حولي سوى صوت من بعيد…يا الله لقد مت ؟ أهكذا انتهت أيامي؟ وكذا قطعت أحلامي؟غلبني الدمع لكن أيبكي الأموات؟ وإن بكوا فمن يجفف دمعهم أو يسمع أنينهم؟

أين الأمجاد، ما بنيت؟ و أين الكتب ما نشرت؟ بل أين الذرية ما نشأت؟ شخصت ببصري إلى السماء، اغرورقت عيناي حتى ماج ما انظر إليه. انسكب دمعي وجف حلقي، ( رباه من الوقت ما يمنح العبد السجود لك..لا إلا.. رباه سجدة اعفر وجهي بها عل الرحمة تدركني )

ثم انتبهت و عدت إلى نفسي (إلا… وين منكر و نكير؟) أخذت أردد همسا و بعجل : الله الإسلام محمد..الله الإسلام محمد.. الله الإسلام محمد حتى طال الأمر فقلت : تباً!أيبلغ الوهن بدين الفتى ألا يبالي الملكان بسؤاله؟ ثم رق قلبي لدموع أمي المنهمرة فأخذت أصرخ بصوت أجش خالطه البكاء دون أن أحرك ساكنا للسقف ناظراً ” يمــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ..يمــــــــا أنا ولدج حبيبج أنا رائد أكلمج من العالم الآخر تسمعيني يما؟”

يمــــــــــــــا

 

فإذ بها ترمقني شزراً و قد طمست الشفقة من وجهها و قالت : شتبي ؟ ما تقوم تصلي أنت الثاني؟ آخ يالفرق.. رائد لبناني يستشهد والأخ راقد عن الصلاة! و إذ بالأخت الفاضلة (اللي هي أمي) تشاهد التلفاز.
فقلت بمد الصوت : يسروا… ولا تعسروا، بشروا… ولا تنفروا. و كأن شيئاً لم يكن

======

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. Anonymous

    2007/07/02 - 05:29 م

    الله يرحمك برحمته..لاحول ولاقوة إلا بالله إنا لله وإنا إليه راجعون.
    هذه أكيد عيوني لأني ماصدقت على الله الاقي شي ينقرا..الله
    يصبر اهلك.. للأسف شاء الله ان يأخذ روحك وانت شاب …ونعم الشباب كنت..رحلت دون ان نودعك اوحتى نقوم بتوزيع ممتلكاتك.على اي حال بما اني احد عيال ديرتك فأنا اولى بالبقالة والمغسلة والصالون أما الباقي فيوزع حسب ماجاء في وصيتك..
    سنلقاك فالجنه هذا اذا كنت شاب صالح ماعندك خرابيط!!! وبعدين وين العزا؟عشان نعزي الوالد الله يصبره ولو أني احس انه نوعا ما افتك بس بعد الله يكون بعونه

  2. آمنة

    2007/07/03 - 11:50 ص

    نعم؟

  3. بسبب طاري (سيرة

    2007/07/08 - 03:35 م

    استقيظت مبكرة كعادتي .. بالرغم من ان اليوم هو يوم إجازتي

    صغيرتي ريم كذلك ، اعتادت على الاستيقاظ مبكرا

    كنت اجلس في مكتبي مشغولة بكتبي واوراقي

    * ماما ماذا تكتبين ؟

    * اكتب رسالة الى الله .

    * هل تسمحين لي بقراءتها ماما ؟؟

    * لا حبيبتي , هذه رسائلي الخاصة ولا احب ان يقرأها احد

    خرجت ريم من مكتبي وهي حزينة, لكنها اعتادت على ذلك

    فرفضي لها كان باستمرار..

    مر على الموضوع عدة اسابيع , ذهبت الى غرفة ريم و لاول مرة ترتبك ريم لدخولي…

    يا ترى لماذا هي مرتبكة؟

    * ريم .. ماذا تكتبين ؟

    * زاد ارتباكها .. وردت: لا شئ ماما , انها اوراقي الخاصة..

    ترى ما الذي تكتبه ابنة التاسعة وتخشى ان اراه؟!!

    * اكتب رسائل الى الله كما تفعلين..

    قطعت كلامها فجأة وقالت: ولكن هل يتحقق كل ما نكتبه ماما؟

    * طبعا يا ابنتي فإن الله يعلم كل شئ..

    لم تسمح لي بقراءة ما كتبت , فخرجت من غرفتها واتجهت الى راشد كي اقرأ له الجرائد كالعادة , كنت اقرأ الجريدة وذهني شارد مع صغيرتي , فلاحظ راشد شرودي .. ظن بأنه سبب حزني .. فحاول اقناعي بأن اجلب له

    ممر ضة .. كي تخفف علي هذا العبء..

    يا الهي لم ارد ان يفكر هكذا .. فحضنت رأسه وقبلت جبينه الذي طالما تعب وعرق من اجلي انا وابنته ريم,

    واليوم يحسبني سأحزن من اجل ذلك.. واوضحت له سبب حزني وشرودي…

    ذهبت ريم الى المدرسة, وعندما عادت كان الطبيب في البيت فهرعت لترى والدها المقعد وجلست بقربه تواسيه بمداعباتها وهمساتها الحنونة.

    وضح لي الطبيب سوء حالة راشد وانصرف , تناسيت ان ريم ما تزال طفلة , ودون رحمة صارحتها ان الطبيب اكد لي ان قلب والدها الكبير الذي يحمل لها كل هذا الحب بدأ يضعف كثيرا وانه لن يعيش لأكثر من ثلاث اسابيع , انهارت ريم ، وظلت تبكي وتردد:

    * لماذا يحصل كل هذا لبابا ؟ لماذا؟

    * ادعي له بالشفاء يا ريم, يجب ان تتحلي بالشجاعة , ولا تنسي رحمة الله ، انه القادر على كل شئ.. فأنت ابنته الكبيرة والوحيدة.

    أنصتت ريم الى امها ونست حزنها , وداست على ألمها وتشجعت وقالت :

    * لن يموت أبي .

    في كل صباح تقبل ريم خد والدها الدافئ , ولكنها اليوم عندما قبلته نظرت اليه بحنان وتوسل وقالت : ليتك توصلني يوما مثل صديقاتي .

    غمره حزن شديد فحاول اخفاءة وقال:

    * ان شاء الله سياتي يوما واوصلك فيه يا ريم..

    وهو واثق ان اعاقته لن تكمل فرحة ابنته الصغيرة..

    اوصلت ريم الى المدرسة , وعندما عدت الى البيت , غمرني فضول لأرى الرسائل التي تكتبها ريم الى الله , بحثت في مكتبها ولم اجد اي شئ..

    وبعد بحث طويل .. لا جدوى .. ترى اين هي ؟!!

    ترى هل تمزقها بعد كتابتها؟

    ربما يكون هنا .. لطالما احبت ريم هذا الصندوق, طلبته مني مرارا فأفرغت ما فيه واعطيتها الصندوق .. يا الهي انه يحوي رسائل كثيرة … وكلها الى الله!

    * يا رب … يا رب … يموت كلب جارنا سعيد , لأنه يخيفني

    * يا رب … قطتنا تلد قطط كثيرة .. لتعوضها هن قططها التي ماتت

    * يا رب … ينجح ابن خالتي , لاني احبه !!!

    * يا رب … تكبر ازهار بيتنا بسرعة , لأقطف كل يوم زهرة واعطيها معلمتي!!!

    والكثير من الرسائل الاخرى وكلها بريئة…

    من اطرف الرسائل التي قرأتها هي التي تقول فيها

    * يا رب … يا رب … كبر عقل خادمتنا , لأنها ارهقت امي ..

    يا الهي كل الرسائل مستجابة , لقد مات كاب جارنا منذ اكثر من اسبوع! , قطتنا اصبح لديها صغارا , ونجح احمد بتفوق, كبرت الازهار , ريم تاخذ كل يوم زهرة الى معلمتها …

    يا الهي لماذا لم تدعوا ريم ليشفى والدها ويرتاح من عاهته ؟؟

    شردت كثيرا ليتها تدعوا له ..

    ولم يقطع هذا الشرود الا رنين الهاتف المزعج , ردت الخادمة ونادتني

    سيدتي المدرسة …

    * المدرسة !! … ما بها ريم ؟؟ هل فعلت شئ؟

    اخبرتني ان ريم وقعت من الدور الرابع هي في طريقها الى منزل معلمتها الغائبة لتعطيها الزهرة .. وهي تطل من الشرفة … وقعت الزهرة … ووقعت ريم …

    كانت الصدمة قوية جدا لم اتحملها انا ولا راشد… ومن شدة صدمته اصابه شلل في لسانه في لسانه فمن يومها لا يستطيع الكلام .

    * لماذا ماتت ريم ؟ لا استطيع استيعاب فكرة وفاة ابنتي الحبيبة…

    كنت اخدع نفسي كل يوم بالذهاب الى مدرستها كأني اوصلها , كنت افعل كل شئ صغيرتي كانت تحبه , كل زاوية في البيت تذكرني بها , اتذكر رنين ضحكاتها التي كانت تملأ علينا البيت بالحياة … مرت سنوات على وفاتها

    وكأنه اليوم …

    في صباح يوم الجمعة اتت الخادمة وهي فزعة وتقول! انها سمعت صوت صادر من غرفة ريم… يا الهي هل يعقل ريم عادت ؟؟ هذا جنون …

    * انت تتخيلين … لم تطأ قدم هذه الغرفة منذ ان ماتت ريم..

    اصر راشد على ان اذهب وارى ماذا هناك..

    وضعت المفتاح في الباب وانقبض قلبي … فتحت الباب فلم اتمالك نفسي

    جلست ابكي وابكي … ورميت نفسي على سريرها , انه يهتز

    .. آه تذكرت

    قالت لي مرارا انه يهتز ويصدر صوتا عندما تتحرك , ونسيت ان اجلب النجار

    كي يصلحه لها … ولكن لا فائدة الآن …

    لكن ما الذي اصدر الصوت .. نعم انه صوت وقوع اللوحة التي زينت بآيات الكرسي , التي كانت تحرص ريم على قراءتها كل يوم حتى حفظتها

    وحين رفعتها كي اعلقها وجدت ورقة بحجم البرواز وضعت خلفه

    يا الهي انها احدى الرسائل …..

    يا ترى , ما الذي كان مكتوب في هذه الرسالة بالذات ..

    ولماذا وضعتها ريم خلف الآية الكريمة ..

    إنها احدى الرسائل التي كانت تكتبها ريم الى الله

    كان مكتوب

    يا رب … يا رب … اموت انا ويعيش بابا

  4. Raed

    2007/07/14 - 10:00 ص

    مشكورين على المتابعة جميعاً .. و للأخت التي أرسلت هذه القصة أتمنى أن تكون نتاج خيال خصب, لأنها مريرة معبرة.

    أذكر أني أصبت بالحمى صغيراً و قد لزمت الفراش ما يزيد عن الثلاث ليال فتذكرت أني قرأت ذات يوم أن المريض يوصى بأن يكتب وصيته إن لازم الفراش ما يزيد عن ثلاث ليال.

    ففعلت و قسمت كل ما أملك حينها من كتب و ما يقتنيه الصغار من ألعاب على أبناء عمومتي و خصصت أمي وأبي بصفحة أعتذر فيها عن شقاوتي. ثم شافاني الله و نسيت أمر الدفتر الذي أودعته وصيتي.

    وفي نفس اليوم الذي هوت به سيارة كنت بها من أعلى هضبة أثناء دراستي بالولايات المتحدة عثرت أمي على الدفتر و لكم أن تتخيلوا هلع المسكينة لكني استنفذت روحاً و استبقيت ستة أرواح.

    بالعربي قاعد على قلبكم..

  5. الحارث بن همام

    2007/07/15 - 02:33 م

    مبروك على المدونة الجديدة .. خوش نيو لوك

  6. بسبب طاري (سيرة

    2007/07/15 - 04:53 م

    قصتي حقيقيه حدثت لبنتي يرحمها الله …. وسلم على مروان

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات