ويــلــي من النســـاء

سكتت فجأة, فرمقتها منتبهاً, يحصل هذا أحياناً أن يشد انتباه المرء السكون أكثر من الضجيج. بدت لي مستغربةً بعض الشيء, لكني أعدت البحث عن السطر الذي وقفت عنده تاركاً إياها فريسة الدهشة .

 

 

ويحك! ويلك من النساء و ويل للنساء منك. قالت تتفحصني وكأنها تراني لتوها!

 

 

وضعت دوستويفسكي جانبا –عفوك أيها الكاتب الفذ , فاصل وأواصل حديثي معك- قسائم وجهي بلاهة بريئة صريحة :لماذا؟

 

 

لأنك أصبت فهم المرأة على الأقل في هذا الجانب!

 

 

أيستدعي هذا الويل والثبور ؟ ثم لا أدري ما سبب كل هذا الاندهاش.. ما الغرابة فيما قلت؟

 

 

ألا تدري ما يحمل كلامك في طياته؟! إن كمال العجب أن يصدر هذا الرأي عن شاب. إنه كشف, في حق بني جنسك.. ألا رحم الله من قال أن الحكمة قد تصدر من أمثالك!

 

 

لا, وكلا البتة! أنا مش مجنون..

 

 

بل أنت قطب من أقطابهم يا ابن أختي! و ركن من أركانهم.

 

 

 

 

خالتي, حبيبتي لأسومن أبنائك أشد العذاب قلتها بابتسامة باردة.

 

 

جرب

 

 

أسقط في يدي..! عدت إلى كتابي إلى ملاذي. قبح الله اللسان.

 

 


ثم لم أقاوم سحر اللحظة التي أبدو فيها خبيراً بطبائع البشر, ويا ليتني كنت كذاك إذاً لجنبت نفسي كثيراً من الأوجاع, فألححت :

 

 

ما الحكمة فيما قلت ؟ هذا مبدأ قرره الفضلاء من قبل وسيجتره المتفيهقون من بعد. وهو قائم على أن حب الانتباه قد يورد(ها) المهالك كما أن الطمع يهلك الرجال.

 

 

لكنها اكتفت بهرذمتي فلم تشأ سماع فلسفة سمجة, و ظلت تعيد ما قلت كأنما تعاين قماشاً أو تفحص حجراً عثرت عليه بمحض الصدفة. “نعم..” قالت- مرددة ما قلت-: المرأة لا تتزين بمساحيقها للرجل, إنما تتزين للنساء.

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات