سكتت فجأة, فرمقتها منتبهاً, يحصل هذا أحياناً أن يشد انتباه المرء السكون أكثر من الضجيج. بدت لي مستغربةً بعض الشيء, لكني أعدت البحث عن السطر الذي وقفت عنده تاركاً إياها فريسة الدهشة .
وضعت دوستويفسكي جانبا –عفوك أيها الكاتب الفذ , فاصل وأواصل حديثي معك- قسائم وجهي بلاهة بريئة صريحة :لماذا؟
بل أنت قطب من أقطابهم يا ابن أختي! و ركن من أركانهم.
خالتي, حبيبتي لأسومن أبنائك أشد العذاب قلتها بابتسامة باردة.
ثم لم أقاوم سحر اللحظة التي أبدو فيها خبيراً بطبائع البشر, ويا ليتني كنت كذاك إذاً لجنبت نفسي كثيراً من الأوجاع, فألححت :
لكنها اكتفت بهرذمتي فلم تشأ سماع فلسفة سمجة, و ظلت تعيد ما قلت كأنما تعاين قماشاً أو تفحص حجراً عثرت عليه بمحض الصدفة. “نعم..” قالت- مرددة ما قلت-: المرأة لا تتزين بمساحيقها للرجل, إنما تتزين للنساء.