محليات : بين مواطن و إخوته

كثيراً ما نصدح بأننا نتجه نحو العالمية و نرسم خريطتنا ومعالم حضارتنا في مجالاتٍ شتى الأمر , لكننا للأسف لم نرق إلى تلبية الإحتياجات المحلية فكيف بالعالمية؟ و إليكم ما تعرضت له الثالثة فجراً :

قمت فزعاً على أصوات تدمير و تخريب حسبت لوهلة أني من سكان جنوب لبنان, أو أني نسيت التلفاز دون أن أطفئه لكن بعد تقصي تبين لي أن هناك أعمال بناء تتم فجراً في حي يضج بالسكان! هاتفت الشرطة لأني على يقين أن الشرطة في خدمة الشعب, فأبلغني المتحدث أنهم تلقوا البلاغ وسيحلون الأمر في القريب العاجل.

حدثت نفسي فرحاً بأن الشرطة ستقتص من هذا المقاول معدوم المشاعر: تصدق يا أيها الأخ السهران على راحتي؟ قلت فرحاً ,,,إنها ثاني مرة! هل يمكن وضع حد لهذا التصرف البربري؟

فقال : طبيعي بس مواطني العزيز هذا من شؤون العاصمة.

وهل يتلقون الشكاوي الآن ؟

آخ منك يا مواطن بس آخ 24 ساعة لعيونك. رد بهذا بكل فخر و زهو.

يعطيكم ألف عافية.

كم مواطن عندنا ؟

الله يخليك.

اتصلت بالعاصمة فحولت من فلان إلى فلان ونسي الضابط فلان أن يرفع السماعة. فاض بي الأمر فأغلقت الهاتف، ثم خرجت لا ألوي على شيء إلى هذا المقاول ونفسي تحدثني النزال النزال، السجال ، و ضرب النعال صرخت يا هذا أما تستحي؟ أما تحس؟ أما لديك أهل و أطفال ؟ فقال لي بكل برود :

ليش الصراخ؟

وكأنني أنا المخطيء بحقه (معاشر القراء الساعة حينها 3:20 فجراً ) و من أهلي مرضى لا ينقص أن يقض مضجعهم سوى أعمال البناء فجراً. أصبحت بين نارين بين مقاول متبلد الإحساس وبين جهات يلقي بعضها على البعض المسؤولية. هددته بالشرطة فأذعن وخاف و ارتبك, ولعمري لو قال لي : اتصل (واصطفل) لأسقط في يدي (بالعربي لطاح وجهي) توقف العمل وعاد الهدوء في كل أرجاء الحي إلا في نفسي و رجعت أخابر العاصمة


فقلت: يا جماعة إما أن تسجلوا شكواي ، أو تقبضون علي بتهمة جريمة قتل! فهدأ من غضبي و ألان من عراكي قائلاً : مواطني مواطني اذكر الله, مهما كان إحنا كلنا مواطنين أبناء بلد واحد، يرضيك مثلاً أن يضرب مواطن أخوه المواطن؟

قلت لا !

طيب أيرضيك أن يعتدي مواطن على عملك؟ فإن كان فاجلس في البيت باطلاً عاطلا!

أحسست بالذنب , وتأنيب الضمير : أرجوك دلني على الصواب أنت مواطني الكبير و أدرى بمصلحتي!

تتصل بالبلدية فهذا إختصاصهم ولهم (البلدية) خطهم الساخن. الساعة 3:30 فجراً

بارك الله فيك. طيب, يشتغلون على مدار الساعة ؟

أكيد, بعد عمري يا مواطن. اتصل و (عين من الله خير)

اتصلت فلم يجب النداء, كانت لحظة يحس البطل (أنا) بحماقته وأنهم أي المواطنون أمثاله يستغلون إيمانه بحبهم له وثقته بإخلاصهم في أعمالهم فأيقنت أن قانون الغاب يفيد أحياناً.


دعنا من هذا كله, الأمر أكبر من ذاك إنها فرصة أوجه النداء فيها للجهات المحلية : هناك توجه أيه السادة لرؤية عالمية , فإما أن نقوم برفع هذه الرؤى لتكون وقائع مدعاة لمفخرة أو نكون ثقلاً تنوء به وعندها لا يصرخ أحدكم (عقدة خواجة) فإما بكم أو بدونكم..

مع تحيات,

حبيبكم المواطن (الساعة 4:30 فجراً الدوام 6 صباحاً والله المستعان)

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات