هو السبب

سألني البعض سبب عزوفي عن الكتابة ؟ ألا فاعلموا أنه السبب..كلما هممت أن أنساه, أن أمحي أثره عاد في عناد يبعثر كل ما أكتب ويشتت كل ما أفكر فيه هو كالطفل أحياناً إذ أنه يلح علي بأن أدون و أن أقص للناس ما حدث له. ليته يعلم ما يريد أن يقول لكان الأمر سهلاً عندها! لكنه في كل مرة يهم بالحديث, يأخذ في سرد الأحداث متتابعة متشابكة فيسقط أموراً ويحاول جاهداً أن يتذكر فلا يقدر ويتضارب الزمن في عقله فلا يكاد يوجد تسلسل زمني وكأن شخصاً يعدو خلفه أو كأنه موص يحتضر! حتى أرتضيت وإياه أن أخرجه للناس بعنوان ” صدقوني, لا أذكر” كم بينت له ” لا أستطيع أن أدون هرذمةً يا هذا, كأنها اعترافات مجنون لو أنت شهدت بذا في محكمة لزجك القاضي السجن دون مبالاة!” غضب حينها و غاب أسابيعاً لا يمر بي. سحقا له من يظن نفسه هذا الذي أقحم نفسه في خيالي دونما استئذان بعجرفة!


أنا أتحدث عن كايل و قليل هم من يعلمون شأنه من متابعي مدونتي, ولد كايل في خيالي أثناء غربتي بدولة الإمارات للعمل قبيل عام ونصف. لا يعلم إلا الله كيف! كنت حينها مشغولاً برواية أخرى فأبى بل و لم يهدأ له بال حتى أفسد القصة علي وجعل يحدثني بأمره. ” أتحسب أن الذكريات وما مررت به طيلة حياتك تعرض حينها كشريط متسلسل مرتب؟” سألني ذات يوم وأكمل “هراء.. أقسم لك أن الأمر ليس من الصحة بشيء إنما الذكريات تختلط حينها وتنهال عليك مبعثرة كحبات مطر ما أن تلامس جسدك حتى توقظ أحاسيساً ظننت أنها طوت ونست.”


فما كانت آخر قطرة يا كايل؟ ما هي آخر قطرة بللت جسدك؟

تلعثم و بحزن تبسّم “وجهها”


وجه من ؟

في آنه يا عزيزي في آنه . قالها بشرود وعينان ذاهلتان.

أعلم أن هذا الأمر برمته لو صدر من كاتب فذ لكان كشفاً في سرد الرواية ولكنه لا يعدو في حق هاو سوى ضرب من ضروب الجنون أو حمى شباب و حماس لا أكثر

لا أذكر متى كانت آخر مرة زارني فيها حتى ظننت أن الرجل رحل عن مخيلتي وهجرها لمخيلة كاتب آخر فهو الآن في آخر أجزاء القصة يسرد بيسر ودراية على الكاتب ما أصابه. لكنه أتاني الليلة الماضية و أنا أقرأ “الفقراء” لدوستويفسكي فلم يزل بي حتى فرغت من كتابة هذا المقال.. لا أخفي عليكم أني بكيت من بعض ما سرد. الواقع أن كايل حكم عليه بالسجن عشرين عاماً سألني بصراحة تبلغ حد الوقاحة ” إن أنت مت, فمن يخرجني من خيالك؟ أنت قمقم صدأ هذا ما أنت” و كأنني وعدته يوماً !ربما لا أذكر..! فأنا مشوش.. لكن أليست أغلب الوعود تضرب لتخلف؟

تحديث بلغ ما سرده علي سبع صفحات و أحسبها تنتهي تمام الثلاثمئة.

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات