مين الحمار ؟

ادخل المستشفى يجر بعضي بعضاً كأني مصاب بحرب أبى إلا أن يموت في بيته حتى إذا دخلت على الطبيب وأريته ما وصف لي من عقاقير سأل متهكماً : مين الحمار اللي وصفك الدوا ده؟ ثم يسهب في تجسيد معاناتي لإستهتار “الحمار” الذي سلفه وليس يدور بذهني شيء سوى: معقولة؟ حمار؟ لو ذهبت إلى دكتور بيطري كنت أنا الحمار , لكن أن أذهب للحمار؟ حسبي الله و نعم الوكيل..” نعم كنت س”أروح في شربة ميه” لولا فضل الله أن دلني عليه. خرجت ذاهلاً ذهول المطربين في الفديو كليب حين يسرح بهم سائقهم في سيارة فخمة * “حمار؟” تماثلت للشفاء بعد دهر برحمة من الله و فضل. كان علي أن أعني بنهدامي, فجلست بين يدي “محمد” حلاق من أرض الهند ولا يفوته أن ينفحني بكرمه :

اسرب شاي؟

اسرب شاي..

حليب لا عادي ؟ (لا تقوم عند الهنود مقام أو)

حليب

وما ان ارتشف الشاي حتى يصرخ : الــــاـــــه –مستنكراً متحسراً-, هاي سنو ؟

مه؟

أنتا قبل يروح قساب؟ منو يسوي تحليق؟ كلش شعر مني مني..

أجبت صفحته بالمرآة : أنت حلقت لي بالمرة الأخيرة.

لا لا لا لا مهمد ما في سوي شغل هاي نمونه. (كلا البتة , أبيت اللعن أتظن محمد فاعلاً ذا؟ ) لا أدري لم يحشو إسمه وكأنه يتكلم عن بطل أسطوري عوضاً عن قوله أنا.


و ما أن ينتهي فيذهب من زاوية غريبة : الــــــــــــــاـــــه – متحمساً متفاخراً- واجد هلو.

عن العيارة

مس إنتا .. سنب أنا يسوي هلو.. ليتني سكت ولم أنطق بحرف -أفحمني وأكبتني.

لم يبق بعد الشفاء والعناية بالهندام والمنظر العام سوى التوجه إلى العمل, وهناك أسمع أساطير يسردها علي مسمعي أغلب الموظفين ( كل على حدة) عن غباء بعضهم البعض,” تصدق فلان أحمق سألته ذات يوم… ” المصادفة الغريبة أن الراوي هو نفسه المخلص, ومنجي الإدارة والذي وفر على الشركة بلايين الدولارات لكنه مهمش نتيجة مؤامرة. يقبض على عضدي يجرني إليه راشاً إياي ببعض من لعابه وهو يصرخ في همس ” صدقني, كلهم حمير وما يعرفون شي” “حمير وأنت البطل, أوكي علم “علني أتوهم لكني رأيته يفعل نفس الشيء مع زميل لي ويشير بحواجبه تجاهي..

رجعت إلى كتاب الله فهو دليل مستخدم البشر, بحثت عن حالنا إذ يسب بعضنا البعض ويزدري كلٌ منا عمل الآخر.. فلم أجد أعزائي. للأسف, أقرب لنا وصفا من قول الحق : ” قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـكِن لاَّ تَعْلَمُونَ “

===================

* بالخليجي : مسبه , مفهي.
بالمصري : مسطول.

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات