بـــوشــكـــيـــن

نشأ في أسرة من النبلاء كانت تعيش حياة الترف واللهو، تاركة ً أمر الاعتناء به إلى الخدم والمربين الذين كانوا عرضة للتغيير دائمًا، إلى جانب عدم إتقانهم الغة الروسية إتقانًا تامًّا، و انصب تعليم الصبي بوشكين بالفرنسية ,لأنها كانت اللغة المحببة لعلية القوم آنذاك تماماً كما هي الإنجليزية للآباء الأرستقراطيين الآن.

 

 

أولي أمر تربيته أخيراً إلى امرأة روسية اسمها آرينا روديونوفنا. لم تحفل بهذا المسخ الفرنـ(رو)سي, أخذت تزيل شوائب الفرنسية وما علق به من آداب لا تمت لروسيا بصلة شيئاً فشيئاً. أثارت صلته ببني جلدته فانكب على قصص و فلكلور قومه, صارت تحدثه عن الشعب و همومه, ربطته بالأرض فبعثت روحه الروسية أيما بعث؟ هل علمت أرينا حينها أنها أُطلقت العنان لأعظم شاعر عرفته روسيا؟ لقد توج بوشكين أميراً للشعراء فهو عند الروس كامرؤ القيس عند العرب و تغنى بأبياته الركبان حتى أن القيصر نفسه هابه لأن بوشكين حكم قلوب الشعب لا ممتلكاتهم.

 

 

أتدرون لماذا أعزائي؟ لأن المبدع يتصرف في القلوب تصرف السحاب مع الجنوب. ولم ولن يكون الإبداع يوماً بلسان لا تئن النفس به ساعة الكرب. فانظر إلى نفسك واحتكم إليها, بلسان أي قوم تتكلم إن وقع ضر أو سوء؟ ذاك لسان أنت مبدع به.

 

فيا معاشر الأرستقراطيين, كم من مبدع طمستم في أحضان الخادمات؟ كم من كنز دفنتم؟ لا لشيء سوى أن تفخروا ببغاوات تهذر بما لا تعقل.

 

معاشر الأرستقراطيين.. أما لنا في طاغور, وتولوستوي عبرة؟ ألا نعتبر من فيكتور هيجو و تشارلز ديكنز و غابريل غارسيا ماركيز و نجيب محفوظ؟ كل من هؤلاء نادى على الأدب بلسانه, فلبى الأدب مقبلاً ومن وراءه البشرية مخلدةً ما كتبوا. إنهم صفوة رفعوا من لغاتهم فأبت لغاتهم إلا أن ترفعهم و تخلد ذكرهم.. وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟

 

 

 

 

محبكم,

 

 

برجوازي

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات