الحياة

سألتني ذات يوم أن أمثل لها الناس و الحياة.

 

 


فقلت: حباً و كرامة.

 

 

ما الحياة إلا مدينة شوارعها متشعبة متباعدة, مكتظة, شديدة الزحام و كلٌ منا يقود سيارته لوجهة. فمن الناس من يسرع ومنهم من يبطأ, منهم من يستعين بالإرشادات والخرائط ومنهم من لا يحتاج لشيء من ذا فهو على تمام العلم بالمكان الذي ينتهي إليه دربه. سترين أقواماً في سيارات فارهة , قد قسم الله لهم من الرزق الكثير, و سترين أناساً يقودون سيارات مهترئة ولا يملكون سوى نزراً يسير فلا يعنيك هذا , إياك إياك أن تغـفـلي عن الوجهة فتكوني كمن يمضي عمره بالشوارع متسكعاً بلا هدف ولا غاية.

 

 

هل ستؤذين أناساً ؟ أحسبك فاعلة ً ذاك كما سيفعلون والحوادث في الطرق شر لا بد منه لكن من الحوادث ما يفقد المرء حياته ومنها ما يخدش الطلاء. ستحملين ذكراها أبداً ما بقيت, ستذكرين كلما نظرت إلى سيارتك, عزائك أنك لا زلت تمضين إلى هدفك. لا تغتري بقدم عربتك وخبرتك فقد يوجد من هو أجدد منها إلا أنها مشت في عرصات الحياة أكثر مما مشيت.. أكرر : لا تغفلي عن الوجهة.

 

 

ستبدو لك بعض العربات مألوفة فأنتن تمشين نفس الدروب سوى أنكن تبقين غريبات عن بعضكن البعض وذاك حالك و كثير ممن ترين في المدرسة أو العمل فأنتي تعلمين من هم إلا أنك لا تعرفينهم. قد تتقاطع طرقك و طرق أقوام تألفينهم ويألفونك ثم لا تلبث الدنيا أن ترمي بك شرقاً وبهم غرباً.. سيؤلمك الفراق لكن إياك.. إياك أن يشغلك الألم عن وجهتك فالوقود لا يكفي و العمر يجري.

 

 

قد تقلين شريكا لك ترتضينه و يرضاك و كفى به ضياعاً إن لم تتفقا على وجهة جديدة تسعد كل منكما. سترزقين أبناءً يشترون سياراتهم, على رسلك.. على رسلك فلن ينفعك القلق شيئاً. أحسني تعليمهم قيادة السيارة وثقي بهم (فلكل وجهة هو موليها)

 

 

مه؟ أينني من ذاك كله؟

 

 

أنا امرؤ وقف بنصف الطريق,فقايض عربته بعصا وركوة ماء, وصاح : إلى الصحراء إلى الصحراء.”

 

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات