في قَدَحي أمل..


كانت الفكرة تساورني فأتردد في صياغتها كي لا أرمى بالجنون أو تذهب بكم الظنون أن بي مس أو مرض نفسي (ذو إسم طويل على وزن كلمة تشيكسلوفاكيا) حتى سألتني ابنة خالتي الصغيرة :

خالي رائد لم لا تكمل قهوتك ؟

آه القهوة! نسيت أمرها.

وفي الحقيقة أني لم أنس أمرها للحظة واحدة كل ما في الأمر أني أبقي شيئاً من سؤر* أي مشروب ساخن كالقهوة أو الشاي ونفسي تهمس :

لا زال في العمر بقية كما في الفنجان بقية..

لا زال هناك فسحة ,

لا زال هناك بقية أتلذذ بها وأعود إليها.

كأني بكم تعجبون! ففيم العجب؟ تقولون : غريب الأطوار ؟ دعوني أعترض فأنا أسقي الروح بما تبقى في الكوب بعد أن سقيت الجسد. فهل أمارس الشعوذة أو أتطير؟ أحسبني لا أفعل. هل بعقيدتي خلل؟ لا, فإن سألني امرؤ أين الله؟ أشرت بإصبعي إلى أعلى وحسبي بجواب زكاه أحمد –عليه الصلاة والسلام- كل ما في الأمر أني أمّني نفسي بالأمل وأتعلق به حتى إن تمثل بسؤر ولسان الحال :

أعلل النفس بالآمال أرقبها ***** ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

=======

* السُّؤْرُ : بقيَّةُ الشْيْءِ

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات