Web
١٣=٦

 

 

تنويه: هذه التدوينة مبنية على الخيال، أي تشابه في الدول والأسماء والأنظمة هي من قبيل الصدفة.

 

في رواية ١٩٨٤ لجورج أورويل  تجول هذه الفكرة في عقل وينستون – بطل القصة –

 

“فمن الممكن في نهاية المطاف أن يعلن الحزب أن اثنين واثنين يساويان خمسة! وسيكون عليك أن تصدق ذلك. ولا بدأن يقوم الحزب بهذا الادعاء عاجلا أم آجلا. لأن منطق موقفه يحتم ذلك. إذ لم تكن فلسفة الحزب لتنكر صلاحية التجربة فحسب! إنما تنكر، بكياسة، وجود الحقيقة الظاهرة. وعليه فإن أكبر البدع هي الحس السليم. وما كان مرعبا ليس احتمال قتلهم إياك بجريرة التفكير بخلاف ذلك، ولكن في احتمال كونهم على صواب! إذ كيف يمكننا أن نعلم أن اثنين واثنين يساويان أربعة؟ أو أن نجزم بوجود قوة الجاذبية ؟ أو أن الماضي غير قابل للتغيير؟ إذا كان كل من الماضي، والعالم الخارجي موجودان فقط في أذهاننا، وإذا كان يمكن السيطرة على أذهاننا – فما هي نتيجة هذا كله؟”

 

فحين أعلنت أوشينيا الحرب على دولتها الحليفة، أراد الحزب الحاكم تغيير الماضي وهذه من مهام أحد أجهزة حكومة أوشينيا ويسمى هذا الجهاز المعني بالأخبار والمعلومات بوزارة الحقيقة ومن مهامه تصحيح المستندات التاريخية للتوافق مع وجهة نظر الحزب الحاكم. وكما في رواية ١٩٨٤ وفي عالم موازي، استيقظ مواطنو دول  على “ماضٍ جديد” ينص علي أن دولة مجاورة هي في الحقيقة دولة تناصب الدول العداء، وأوعز الأمر لمستشار ما لتغيير الحقائق، أو إعادة كتابة تاريخ موازي حيث الدسائس، والمؤامرات، ومحاولات الاغتيالات.

 

وكما أن هناك ثلاث مبادئ تقوم عليها عقيدة  ال  – Ingsocعقيدة الحزب الحاكم الذي يترأسه الأخ الكبير المحب للجميع :

 

  • الحرب هي السلام
  • الحرية هي عبودية
  • الجهل هو القوة

 

فقد بدت الحملة الإعلامية على الدولة المحاصرة وكأنها مبنية على هذه الثلاث مبادئ، فالحصار من أجل شعب الدولة المحاصرة وهذه القسوة إنما هي قسوة الدواء المر للشفاء، وهذا البتر إنما لينقذ الجسد، جسد الأمة. والحرية المنشودة، والسلامة المرجوة هي في الجهل الجماعي عفواً المصير الجماعي، وإن كان ذلك ينفي أي سيادة للدولة المحاصرة، فالحرية هنا تكمن في الانصياع لرغبة الغير، والحرية الفردية تتوقف عند الرغبة الجماعية. ولا حاجة لمتابعة إعلام الدولة المحاصرة أو أي إعلام يتواجد على أرضها، فالجهل هنا بوجهة نظر من تستضيف يضفي قوةً ويمنع التشويش والخلط وطرح المزيد من الأسئلة.  

 

ومع بداية الأزمة في تلكم البلاد البعيدة كان هناك مطلب واحد، وهو تغيير نظام الحكم في الدولة الشريرة ،بحسب رواية الماضي الجديد، ومع امتداد الأزمة وجدت هناك قائمة مطالب أعلن عن تسليمها وضرب لتنفيذها وقت زمني قوامه عشرة أيام، لا تفاوض فيها، وتنفذ هذه المطالب كاملة دونما اجتزاء حتى إذا انقضت المهلة تم تمدديها ليومين آخرين، وحين لم تنفذ هذه المطالب، انتقد المجتمع الدولي جملةً تعسف هذه الشروط، وازدادت حدة انتقاد بعض المطالب التي تصطدم مباشرة مع مبادئ عالمية كحرية التعبير والسيادة. ثم استيقظ مواطنو دول الحصار مرةً أخرى، على ست مبادئ أكثر عموماً وتحتوي على الشروط الثلاث عشر ضمنياً.

وكما يبرر الحزب الحاكم في أوشينيا بأن ٢+٢= ٥ راح الإعلام في هذه الدول يعلن للمواطنين بالحقيقة بأن ١٣=٦ وإليكم هذا الاقتباس من وزارة الحقيقة أو من يماثلها في عالمنا “أن قائمة المطالب التي تتضمن 13 نقطة لا تنازل عنها مطلقا كما أكد وزراء الخارجية الأربع في المؤتمر الصحفي. وأوضح أن البنود التي ذكرها البيان تمثل خطوطًا عريضة على الدولة المحاصرة الالتزام بها لتنفيذ المطالب الثلاثة عشر. وقال المسؤول “البنود التي ذكرها الوزير في البيان هي المبادئ التي تقوم عليها المطالب التي قدمتها الدول الأربع. لكن المطالب أكثر تفصيلا”

ويبدو أن الخيط الرفيع الذي يفصل بين عالمنا وعالم الرواية انقطع، واختلط العالمان ببعضهما البعض حيث يصعب عليك أن تميز ما بينهما. بقي فقط أمنية ماثلة في ذهني وهي أن يوجد في أوشينيا الواقع من يكتب في مفكرته ما كتب وينستون:

“الحرية هي حرية القول بأن اثنين واثنين يساويان أربعة، فإذا سلم بذلك سار كل شيء آخر في مساره السليم.”

 

 

ملاحظة: لم يتم وضع الأسماء في هذا النص، لأن مستشار وزارة الحقيقة سيغير الحقائق مرة أخرى، وسيكون هناك ماض جديد مرة أخرى لدولة أخرى. فلا فائدة ترجى من التوثيق.

 

 

 

 

 

 

 

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات