14355

ليس هذا رقم الحظ أو طالع السعد لبرج البغل الذي يستحسن فيه زراعة البقدونس. ليس هذا الرقم دنانير أملكها, أو عدد خميس عرمرم أعد له في جيب من الجيوب. هذا الرقم هو أنا! نعم إنه رقمي الوظيفي, فعندما يتحدث أهل الدوائر العليا في مؤسستنا الرشيدة فإنهم ينظرون لي على أني مجرد عدد… لا حياة فيه, لا يجوع و لا يعطش, لا يكل ولا يمل , لا يمرض أو يسقم, لا يحب أو يكره, لا تعتريه هموم و لا هوايات له أو اهتمامات عدا ما سخر لأجله في منظومتهم الغراء.

وفي البنك أعرف بأني العميل (رقم الحساب) وفي النادي الصحي أنا العضو : (رقم أيضاً!) وحين أهم بسداد الفواتير فأنا المشترك (رقم آخر!!) الحامل قصاصة الورق ليثبت ماهيته وهويته. وتهون مصائبي وتضمحل حين يزج القادة بجنودهم (أبناء البلد في غالب الأحيان) , فيزجون بهم في المهالك ويوردونهم أضيق المسالك لأتفه الأمور دونما إكتراث لحياتهم أو التفكير في قلوب تشعر بدفء الحياة من خلالهم.

وكذا سماجة مذيع نشرة الأخبار حين يعلن بلا مبالاة مصرع العشرات ومقتل المئات ومهلك الآلاف. لذا أقترح إعادة الصياغة لتشمل هذه الإحصائيات قلوب الثكلى والأرامل واليتامى, علنا حينئذ نشعر بأنا بشر, بأننا لسنا أعداداُ بل أناس..لم نخلق من الأرقام بل من طين خلقنا, وملئنا شعوراً و إحساس.
==============================
الخميس :
الجَيْشُ الجَرَّارُ لَهُ خَمْسٌ: الْمُقَدِّمَةُ وَالقَلْبُ وَالْمَيْمَنَةُ وَالْمَيْسَرَةُ وَالسَّاقَةُ.

العَرَمْرَمُ : الشديد / الجيش العرمرم، أي الكثير العدد.

وجَيْبُ الأَرضِ : مَد خَلُها .

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات