هم يهجرون الله من أجلنا

هكذا فضت عجوز روسية- قاتل الله بصيرتها- نزاعاً دار حول النساء والرجال فقالت هذه الكلمة التي علقت بذهن مكسيم1. قرأتها فما استطعت تجوازها وضعت الكتاب جانباً وأنا حانق على مثل هذا التعبير. نظرت إلى البحر الغاضب من حولي وكأنه شاعر غدت أمواجه أبياتا يصف حالتي بها. ثم رجعت إلى نفسي, فصدقتها وما أصعب أن تصارح نفسك ولو لثوان, أليس في كلمتها بعض من الصدق؟ إذا كان ربنا يقول : ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً. فيضرب الشاب هذه الآية عرض الحائط ليرتمي في أحضان إمرأة. فمن هجر و من وصل؟ والشابة تفعل الشيء ذاته فتعصي ربها, وتخزي أهلها قرباناً لخليلها. فتتفانى في إرضاءه ولا تبالي بخالقها! وقس على ذلك من هجر الله لدينار أو سلطة فامتثل لنهيه وخالف أمره.

أما ما يستثير الدمع هو أن يهجر من هُجِر الله لأجله, فيمل الحبيب , و تزول الثروة , و تتلاشى السلطة فيتفرق الناس ليبقى المنفرد بالجلال المتوحد بالجمال القائل فعز من قال :” يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد” فأين المفر؟

فتجده يجبر ما انكسر, و يستر ويرحم, ويقبل توبة خالطها صدق ودمع انهمر. تذكرت قول الفضيل- رحمه الله- يوم عرفة حين قال الناس : يا إمام, أما تدعو؟ فقد دنا المغيب. فهاجت نفسه قائلاً : “وا سوأتاه, وإن غفرت “2 وما زاد عليها. فبكى الناس

نقلاً عن كتاب my apprenticeship – Maxim Gorky.

اعترافاً بالتقصير أمام رحمة الله و جوده.

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات