قتلوك قتلهم الله

عزيزي,

كيف سيقع هول الخبر عليك؟ هي عدة ساعات من الآن ثم تعلم حقيقة مرضك وأنها ليست كما ادَّعَى هؤلاء الإطباء الكسالى حساسية بل سرطان يفتك بجلدك طيلة ثلاثة أعوام. ثلاثة أعوام وأنت تقف عند كل باب تطمع أن يقوموا بواجبهم على أتم وجه. فهل سألت الكثير؟ أم طلبت المستحيل؟ هل كان ينبغي لك أن تمتلك الكنوز؟ أو تكون ابن فلان؟ ألا قيمة عندهم للإنسان؟

والله ما غفى لي جفن و إني لأبكيك وما عرفتك قط. إن غيرك من الشباب يتأهبون للعيد و الرحلات أو العطلات أما أنت فبأي وجه ستستقبل العيد؟ وما تخبر والديك إن استعلماك بكل حب وأنت عائد من هذا المقصب الحكومي : بشّر ما قال الطبيب؟

فوا حرقة لشبابك الذي أضاعوه بإهمالهم, و وا أسفاه أفقدنا عالماً ؟ أم شاعرا؟ أو فارسا؟ ما كنت تغدو إن مد الله في عمرك؟ هل أحببت؟ هل سافرت إلى كل بلد أردت؟ هل قرأت فاكتفيت؟ هل حققت كل حلم وأنت لا زلت في زهرة العمر؟ دهسوك لا لشيء, سوى أنهم أرادوا الخروج مبكراً للجلوس مع أبنائهم. ما أزهدهم بك, حين ضنوا بقليل من الوقت و بخلوا بمزيد من الجهد أو خجلوا من : لا أدري.

والله لو أن الأمر بيدي يا أخي لعمدت إلى هؤلاء الأطباء- لا.. ليسوا بأطباء بل جزارين- فــقتلتهم شر قتلة. أخي الصبر على عظيم ما أصابك, و شديد ما نابك. سل الله من فضله ومن واسع رحمته فقد نزعت الرحمة من قلوبنا.

العدل في الأرض يبكي الجن لو سمعوا ***** به ويستضحك الأموات لو نظروا

فقاتل النـــفـس مقـتــول بـفعـــلــتـــه ***** وقــاتل الروح لا تدري بـه البـشـر

ُ

أخوك,

قريب طبــيــب كان بابه آخر باب طرقت

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات