هذا ما جنيت من الكتب

هواية بدت لأول وهلة كعشق الشاب حسناء الحي يمّلها لأخرى, فإذ بالقراءة تغدو زوجة وفية ترفض أي ضرة على مر السنين لتكون لي هواء وماء ,فمن خلالها عشت بدل الحياة مئات.

ازددت من العلم لجاماً يـقـيد نفسا جامحة بين جنبيي ويقمع طيش شباب لا يزال يبغي أن يهوي بصاحبه إلى النار, فتزودت لآخرتي راجياً أن يكون ذا حجة لي لا علي. عَذُب لساني و زاد بياني, فقويت حجتي مما أعانني على إتقاء الناس وألسنتهم كما تزودت من الموسوعات علماً افهم به الكون من حولي, واطلعت على الأدب شعرا ونثراً ففهمت به نفسي.

توسعت مداركي لكثر حلي وترحالي بين العصور و الممالك. اتعظت بالتاريخ و رؤيتي الأمم تعلو ليخضع العالم بأسره لها ثم تهوي إلى الحضيض يتنافس الغوغاء على أكلها. ازدادت همتي حين بصرت بسير العظماء فَسَمَت غايتي, وتخلصت مما علق بي من شوائب الحياة فغدوت مثلاً لا أنظر لمال ولا أكترث لجاه أو أقف على ِصوَر. أكتسيت من الكتب حللاً من الأخلاق ما كنت اهتدي إليها بمخالطة من أصبح شعارهم “إذا لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب” و عرفت من خلالها علماء وأناساً أجلاء في كل مجال ,رافقتهم ونهلت منهم بل وتضلعت من بعضهم. وأنفع من ذا بأسره أني علمت بعد جسور من الكتب تمام العلم أني لا أدري.. وأني بالعلم لا أدرك سوى حدود جهلي.

ولله در المتنبي إذ قال :

أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنى سَرجُ سابِحٍ ***** وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كِتابُ

 

إلى هنا آثرت الصمت لأسرد “ما جنت الكتب علي” حين يحين تحبير صفحة أخرى “عالماشي”

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات