هي علم يزعم الكل معرفته والإحاطة به, وهي من العلوم المكتسبة في الشارع والتي لا فضل فيها لمتعلم على جاهل فالكل يدلي دلوه فرغبت عنها إذ لا شيء نحتكم إليه إن اخلفنا سوى أهوائنا و زهدت فيها زهد الرهبان, لأنني أيقنت يقيناً صافياً أنها علم أوهام وتلاعبُ بالكلام يكفر فيه بعض الناس بعضاً ويصفون الحمق ويلصقونه لمن خالف آرائهم. وهل السياسة إلا إدعاء معرفة ما يجول الخواطر؟ وأنا أؤمن بأن الله وحده مطلع على القلوب ونواياها والناس منها على ثلاث فإما أن يعمل أهلها بنصيحة الشاعر
سَـتُبْدِي لَـكَ الأيَّامُ ما كُنْتَ جاهِلاً_____ويَـأْتيكَ بِـالأَخْبارِ مَـنْ لَـمْ تُزَوِّدِ ومتى اتضحت النوايا بعد أن أنفذها صاحبها فقد العلم صفته و ألحق نسبه بعلم التاريخ و غدا نسياً منسياً
وإما أن يتكهنوا ويخمنوا النوايا فينقلبوا بذا سحرة ومشعوذين يبنون علمهم على الظن و رمي ألف سهم عل سهماً منها يصيب المستقبل, معتمدين على دراسات قائمة على الضرب بالرمل, و قراءة الكف والفنجان
أو يتتبعون عورة من أرادوا معرفة سياسته حتى إذا افتضح أمره تلاشى علم السياسة وبقي ما يسمونه فضيحة سياسية
و عندي أن يشتغل المرء بتعلم أي صنعة وإن كانت “تقشير البصل” خير لدنياه و آخرته من خوض علم لا يدوم سوى برهة من الزمن ولا يخلو من تأويل أو تنجيم أو فضائح
Arabian Princess
2005/12/15 - 07:01 ص
صدقت أخي رائد.. فالسياسة مليئةة بالأكاذيب والإدعاءات و عدم الوضوح ..