بين النفيس والخسيس

تأملت مرةً فإذ برب العمل يزهد في بني جلدته ويقبل على ذوي العيون الزرق, و رأيت الغرب يقبل على مفكري العرب فيحتضن دراساتهم وأبحاثهم. أضاقت بالمفكرين بلادهم فاضطر المسؤولون لإخراجهم؟ ورأيت الرجل منا قد زوج آية في الجمال وغايةً في الأخلاق يلهث وراء من إذا قيست بزوجته لم تبلغ نصفها ولا نصيفها. فهل رأى من خلقها ما سواها بمن هن أدنى منها جمالاً وأقبح خلقا ؟

رأيت الشباب يعتقد أن قمة التطور الفكري والتقدم الحضاري الإنسلاخ من الدين, و رأيت أطباءً وأساتذة من الغرب يقبلون على الإسلام. فهل عقل الشباب ما جهل هؤلاء؟

ثم تفكرت في حال الأمم و نظرت في التاريخ فإذ بقريش تزهد في سيد الإنس والجن عليه الصلاة والسلام بل وتخرجه من أرضها محاباةً لأصنام لا تعقل ولا تسمع, أفما كان منهم رجل رشيد أم أن الأمر جاء بعد تدبر وحكمة؟

حرت في أمري, حتى عقلت وأيقنت.. أننا معاشر العرب بلينا بالزهد في النفيس والجري وراء الخسيس

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. Raed

    2005/11/25 - 10:25 م

    نعم حمداً له على كل مكروه

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات