حتى متى

أقف على القبور و أشفارها فلا ترعوي نفسي ولا تتعظ. أدري أن الموت نهاية هو قدر محتوم ولا نفس تدوم, إلا أني أتصرف وكأن القوم ماتوا خطأ ً لا قدراً. وكأن نفسي ترثي حظهم العاثر, و تتحرى الأسباب و تعلل مصارعهم فهذا هداه الله لم أسرع في سيارته؟ و هذا لم لم يترك التدخين؟ ولعمرها أما علمت أن الموت سيرميها بسهامه أين ما كانت وفي أي برج تحصنت ؟

لن أخلد, قد علمتها عقلاً ولكن أضحك أحياناً من سذاجة نفسي إذ تعتقد أن الله في قديم الأزل قد إختصها بنهاية غير نهاية البشر, لن أرفع كعيسى ولن أظل على قيد الحياة كالخضر*- عليهما السلام! فهل قدمت لآخرتي؟ أو هيئت من الحسنات ما يجعل من قبري مرقداً وطيئاً و سريراً وثيراً أنام به نومة العروس؟

لم أرم به سوى شوك حصدته أعمال و فنون في الشر .. فوا أسفاه من أيام تنقص, وصحيفة تسوّد, و ميزان يتقل بالذنوب لا بالحسنات, و من علم لم أعمل به, وما أن أحاسب نفسي حتى أنفض غبار المقبرة ولا أدري أتراب هو, أم جسد أحباب؟

==========
*
هو قول كثير من أهل العلم و طائفة من الصوفية إلا أن الأقرب للعقل أنه قبض كغيره من البشر ذهب به ابن القيم

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات