كثيرا ما يكر علينا أقوام بلوائح نجاح في مجالات شتى، كيف تكون جذابا في عشر خطوات؟ كيف تكون كذابا في خطوتين؟ كيف تكسب أصدقاء في عشرة أسطر؟ ولو كنت غنياً كيف تكسبهم في سطرين!؟ وبما أن الفشل هذه الأيام رائج، لكننا لا نسميه باسمه ولا نعرض له بوصفه، رأيت أن أكتب قائمة لهؤلاء الذين يفشلون ويحسبون أنهم ينجحون ويظنون بصمت من حولهم أنهم يسحرون أعين الناس، سواء في حياتهم الشخصية أو المهنية. إلى هؤلاء الذين يبدعون في عالم الفشل مع التحية: 1-اختر أسرع طريقة للصعود. (العمر واحد والرب واحد) لا تهمك الوجهة، عليك فقط بالوصول للقمة حيث يراك الجميع، قد لا يعرفونك، قد لا تحصل على احترامهم وإعجابهم حينها لأن العالم تجاوز تسلق القمم إلى استخراج ما فيها من الكنوز، أو لأن العالم مشغول بسباق الوصول إلى كواكب بعيدة يمكن؟ لكن سنتطرق إلى كيفية صد من يحاول التشكيك في وجدك على القمة وكون هذا انجاز للجبل لا لك لأنه يتشرف بوقوفك عليه. (راجع النقطة 6 ب) 2-لا تنظر للخلف -يشمل الخلف التاريخ وجميع من تحذو حذوهم وأي درس مستفاد سواء من تجربة على مستوى بيت الوالد أو مستوى الفريج. هم رجال ونحن رجال..وأنا وانتا، والعريس والعروسة.. 3-أكثر من التواكل وقلل من التوكل. (تجاهل أي دراسات أو تقارير قد تودي بك للتعقل وعليك بالترنم ببعض الأبيات التي توحي بأن رزقك سيصيبك وإن جلست دون عمل) 4- عليك بالإقصاء وتهميش أي رأي سوى رأي مطبل تستحسن إيقاعه، (لمعرفة المزيد عن اختيار المطبل المناسب، توجه للنقطة 5) وليكن مثالك وشيخ طريقتك فرعون إذ قال ﴿ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾ نعم عزيزي الفاشل، وفيما يلي آليات تستطيع معها عزل أي صوت لا يتناسب مع التطبيل الذي تريده: أ- شدخلك؟ وفيه دلالة أن الأمر يخص مجموعة دون أخرى وعليك أن تحاول جهدك بأن تكون أنت في مجموعة (أ) التي يعنيها الأمر، ويكون أي ممن لا تود سماع رأيه في مجموعة (ب) أو تدري؟ اعمل كل ما في يدك على أن تنزعه حتى من مجموعة (ب) ب- مب شغلك وهنا وبعد فشلك في أن تطرد صاحب الرأي من المجموعة (أ) أنت توحي لهذا الدخيل أن يلتفت إلى عمله، ويتركك وفشلك. ت- شفهمك؟ توخى الحذر، فبعد فشلك في كل من النقاط المذكورة أعلاه بمعنى أن صاحب الرأي الآخر من المجموعة التي يعنيها فشلك، وعمله يقتضي تنويهك بفشلك عليك أن تنزع عنه لباس الفهم، ورداء الخبرة وهذه الخطوة تمهيد لما بعدها من حل أخير. ث- الطعن في النوايا والذمم اطعن ياخي ولا تفتكر، اطعن في نيته شكك في نواياه تشبث بأي شيء يوحى للغير أن صاحب الرأي عميل، دخيل وللأدب قليل. فإن بيّن صاحب الرأي ودفع التهمة عن نفسه؟ اشدخ رأسه والصق التهمة به مرة أخرى. 5-اختر المطبل المناسب، التطبيل هو فن ورسالة فهناك عدة أنواع واللبيب هو من يختر المطبل المناسب للزمان والمكان وقد رأيت أن أذكر بعضاً من الصنوف لما فيها من فائدة، فهناك: أ-المطبل التقليدي(كلاسيكو) وهو من يطبل لكل أي شيء وأي شيء، وتحت أي ظرف، لا تعوزه حيلة لغوية ومهارات عقلية فخربشتك تخطيط للمستقبل، و”رفستك” دفعة للأمام. هذا المطبل له قدرة فذة في تحويل المر إلى حلو، والاتراح إلى أفراح ولله در الشاعر إذ قال ما زلزلت مصر من كيد ألم بها ** لكنها رقصت من عدلكم طرباَ ب-المطبل الواعي وهو المطبل المتدثر بالثقافة، فهو يلوي أعناق الآيات ويغير مجرى التاريخ، ويذكر أنصاف الحقائق ليدعم نشازك بتطبيل يطرب له المثقفون الذين يقومون بإقناع شريحة أكبر من المفهيين بأنك ناجح. ج-المطبل الانتقائي من يطرب لبعض الأعمال، ويسكت عن بعضها، فإن قلت يا قلم يا حر لم لا تنتقد؟ قال في خفر العذراء “السكوت له دلالة” وهل طلبنا نظرة شرعية أم طلبنا رأياً؟ تعذّر وجود رد واكتفى المطبل بالسكوت د-المطبل الهادف وهو دائم التكرار لمقولات على شاكلة (أصبت كبد الحقيقة، شخصت الداء ووصفت الدواء..إلخ) يعني بتطبيله للقضايا المصيرية التطرق لقضايا تهمه، وتهم عيال عمه، وعيال عمه، وعيال عمه، وعيال عمه.. ذ-التطبيل الإيجابي هذا تطبيل أميل له حقيقة وهو ما يعطي من تصرفاتك الخرقاء دلالة إيجابية، فتفهيك مثلاً لحظات تفكر ومراجعة نفس، فإن شربت قالوا: طبيعة وعلى سجية، وإن طلبت Hamburgerقالوا تواضع! أليس قادراً على طلب Cheese Burger? لكنه لم يفعل حتى يحس بمعاناة الناس اللي مثلي ومثلك لكنهم لا يستطيعون طلب الCheese 6-عند الوقوع عليك بلوم أحد هؤلاء: أ-الأيادي الخفية التي دفعت بك للهاوية (تذكر! من السهل أن تلوم الأيادي الخفية عوضا عن القاء اللوم على قصر نظرك أو سرعة خطوتك) ب-أعداء النجاح، كرر من مقولة “لا ترمى إلا الشجرة المثمرة” وفي حال تبجح أحدهم فقال أن الشيطان يُرجم وكذلك الزاني المحصن فالرجاء اتباع الخطوة 4. ج-الظروف الغير مواتية والقهرية والخارجة عن قدرة البشر مثل: وصولك للدوام متأخرا مع أن الشوارع ما شاء الله واسعة ومافي زحمة) د-النجاح يتطلب الوقت صحيح أن أعمار أمة محمد ﷺ ما بين الستين والسبعين لكن بناء النجاح يتطلب وقت وجهد وبذل وعطاء الفشل الذريع مجرد عثرة في طريق فشل ذريع آخر أعني نجاح مبهر. 7-تبرّم بالقضاء والقدر (ليس بالضرورة أن تعرف ما هو القضاء ولا أن تدرك اختلاف القدر؛ كل ما عليك هو أن تقول أن الله ما كتب وأن الله كتب لك الخيرة في مكان آخر) تنبيه: لا تذكر آخر مرة فتحت فيها كتاب الله. 8-كرر الخطوة ه وبعنف وعلى نطاق أوسع. 9-اصعد ربوة بالقرب من الجبل الذي قصدت أول مرة وانسب لنفسك تحقيق رقم قياسي في صعود هذه الربوة على مستوى الفريج، والأول من نوعه والفريد في عصره. صحيح أنها لا تقاس بالجبل، صحيح أن الكثير مر عليها من قبل، لكن الكثير ليس أنت وأنت غير. 10-احتفل بالنجاح الباهر عليك بتوظيف كل من تم ذكره من المطبلين في الخطوة رقم (5) خطوة اختيارية: كرر الخطوة 8 بعنف شديد (كسّر الدنيا) مع تمنياتي الصادقة لك بفشل باهر تحتفل به، ويطبل له من حولك. مودتي، كاتب التدوينة الفاشلة. رائد