عاشه في مطار العجائب. (خيال علمي)


تمهيد: وجد حجر عظيم – أثناء عمليات حفر الطرق العشوائية –  ذو طبيعة رسوبية كيميائية ويعود حسب خبراء الجيولوجيا إلى العصر التيتوني أي قبل ملايين السنين، منقوش عليه رسومات يعتقد أنها تشير إلى مطار الدوحة الجديد!

تيستينغ..تيستنغ أتنشن بليز:

تم تأجيل افتتاح المطار الجديد للمرة السادسة بعد الألف، وصحب هذا موجة إحباط، وضحك هستيري كما تم الإبلاغ عن حالات انهيار عصبي حيث شوهد المنهارون يصرخون في حديقة طوارىء مستشفى حمد ( لعدم توافر أسِرّة ) : خلاااص…خلاص! 

 

– سجلت محلات بيع الأشرطة ارتفاعاً ملحوظاً لمبيعات المطرب عبادي الجوهر بزيادة قدرها ٢٢.٨٢٪ خاصةً الأغاني التالية:  “سكة طويلة، حبر وورق، مليت..”

– كعادتها فقد تناولت الصحف القطرية النبأ بنوع من الخجل أو اللامبالاة، وعدم الاكتراث في حين أن الانتقادات سجلت أعلى معدل منذ حريق فيلاجيو الذي لا يزال الحكم القضائي به معلقاً والنار تشتعل فيه بين الفينة والأخرى مذ إعادة افتتاحه. وفي غياب تصريح رسمي لأسباب التأجيل انقسم الناس ما بين قائل أن :”البلاط يزحلق” أو أن “الدفاع المدني لم يقر سلامة مدرج الطائرات، خاصة وإن هناك قسم كامل بالدفاع المدني يعني بمدرجات الطائرات وسلامة المطارات.”

والحقيقة يا سادة أنها ليست أياً من ذلك، كما روت شاهدة العيان عاشه (بإهمال الهمزة.) 

تروي عاشه أنها دخلت المطار الجديد وقد استغرق دخولها ثلاثة أيام وليلتين مشياً حتى وصلت مكتب الإدارة الرئيسي لأنها دُعت للتنسيق مع القائمين على المطار حول تقنية جديدة وهي رش العبايات برذاذ مقاوم لانعدام الجاذبية. نعم، أنت مثلي مصدوم. رذاذ؟ عبي؟ انعدام جاذبية!

 

الشهادة :

 [quote]يختي كنه حلم! تسبحين في الهوا! عقب في أصانصيرات معلقة في السما، ومناظر الأوادم يدشون فيها ومكتوب فوقها: “لندن، باريس، طوكيو!..” شكرا عاشه.. صبروا باقولكم.. خلاص يا عاشه، إرحمي القراء يا عاشه. [/quote]

 

شُكلت لجنة تقصي حقائق لتحليل رواية عاشه، وهو ما ينشر لأول مرة، ولم يأت على ذكره أحد إذ ظل طي الكتمان، ولم يعرض في أي تقرير إخباري أو برنامج تلفزيوني:

– المطار يستخدم خاصية انعدام الجاذبية بعد حصول المسافر على تذكرة صعود الطائرة، وهذا تم بالتنسيق مع وكالة الفضاء الأمريكية NASA. مما يسهل تنقل المسافر عبر الصالات الفسيحة والتي سنتحدث عنها لاحقاً. لا يريدون منك أن تمشي على الأرض أيها المواطن، يريدون لك أقصى أسباب الراحة والرفاهية، حين لا تشقى بأي شيء وتكتفي بالتذمر على موقع تويتر. لديك دقيقة ونصف لشرح موقفك! عفواً انتهت.. النقطة التالية:

 

– المطار يحتوي على منصات لما يعرف علميا بالثقوب الدودية (wormholes) وهي ممرات يعتقد بوجودها من ضمن الثقوب السوداء، لكن ما نتحدث عنه هو ما يعرف ب Lorentzian traversable wormholes وهي تتيح التنقل من مكان لآخر في وقت لحظي. هذا يفسر نوعاً ما تأجيل الافتتاح لعدة سنوات لأن هناك فريقاً من العلماء يعتقد بوجود هذه الممرات لفترة محدودة “عقود من الزمن” وأيضاً يفسر هذا الأمر الزيادة المضطردة في الميزانية التي رصدت للمطار (قرابة ثلاثة أضعاف الميزانية الأصلية.) أما عن سبب التأجيل فمن المرجح أن سلامة المسافرين لم يتم التأكد  منها بعد والموافقة عليها من قبل الدفاع المدني، نظراً لاقتران الثقوب الدودية بالثقوب السوداء، حيث الجاذبية تبلغ من القوة أن الضوء لا يستطيع الهرب من الثقب.   

– المطار يحتوي على مصاعد فضائية space elevators تمكن من الانتقال الفضاء دون الحاجة للمكوكات الفضائية. والغرض من هذا أن يبحث الشعب القطري عن كوكب آخر”خلاص الكوكب هذا مابه قعود، تلوث وحروب وكل ما جينا نستثمر ماهي نويا قطر؟  وقطري حبيبي! أصلاً هذا الكوكب طبعان طبعان (أي غرقان)”  

– التذكرة ستكون رقمية فقط والتطبيق سيساعدك على معرفة البوابة دون الحاجة للبحث أثناء انعدام دمك، قصدي جاذبيتك.

– أما بالنسبة للرذاذ فقد طوّر لمراعاة خصوصية الشعب القطري فيما يخص “الغترة والعبايه” وهو يضيف الثقل عبر تكنولوجيا النانو.

– بالرغم من تطوير الرذاذ سيتم منع الشباب من “كشخة الكوبرا” والشابات من لبس عباية “الخفاش” عند انعدام الجاذبية لظروف أمنية، ومراعاة أيضاً للمسافرين الصغار “أم الرعب!”

– لن يكون هناك تفتيش للحقائب، إذ سيتمكن المسافر من تنزيل تطبيق على الهاتف الذكي يمكّن إدارة الأمن من رؤية الحقيبة في منزل المسافر قبل أن يصطحبها معه إلى المطار، بل ولنزر يسير فقط يتم مساعدة المسافر لحزم حقائبه! مثلاً، المراقب ينظر عبر الكاميرا ويذكر المسافر “لو سمحت، اشيخ –بدون اللام الشمسية- كأنك نسيت الفرشاة.” أو المراقبة تقول للمسافرة عبر التطبيق:”مب من صجج حبيبتي! خذي هذاك القميص أحلى. يطلع خشمج أصغر”   

– فيما يتعلق بالصالات الفسيحة، لم تُهمل أي من التفاصيل البسيطة حتى تلك التي تقبع بعيداً عن أعين المسافرين كقواعد الكراسي، والطاولات مثلاً. إذ عكف كبار المصممين على تفصيل رجل واحدة للكرسي، كل على حدة! تخيل؟ أربعة عمالقة من عمالقة التصميم  المعماري أمثال:  “جون نوفيل، زها حديد، فيلب ستارك، فرانك غاري.”

عزيزي المواطن،

يعملون ليل نهار للانتهاء من كرسي واحد! وإلا، لماذا يتأخر المطار كل هذا الوقت؟ آخ منك يا سيء الظن، آخ منك يا سلبي؛ أعجزت أن تصبر كذا عام من أجل هذا الإتقان؟ ثم أشار إلى كتفه “إحسان” كل ما تفعله هو التذمر..صبراً جميلاً لتذهل بما تعاين. لن أبالغ إن قلت أن “أكبر” مشكلة .. عفواً، أريد بعضاً من الماء.  

أين كنت؟  آه نعم! “أكبر” مشكلة.. تواجه المطار هي أن كثيراً من المسافرين قد يلغون رحلاتهم لأن المطار يبلغ  من الروعة ما يجعلك تأنس بما تراه، وتنسى رحلتك. 

لكن إلى متى؟ أصبح الأب يوصي ابنه، بأنه سمع في طفولته أن هناك مطاراً جديداً سيفتتح ذات يوم، وأنه قد يرقى في السموات العلى قبل أن يطير من خلال هذا المطار! بل أصبحت أتبع همساً حين يدعو الإمام بأن “نصلي صلاة في المسجد الأقصى، قبل أن نقُبض” ب “عبر المطار الجديد يا رب، وعن طريق الخطوط القطرية، بدون خمر في الطيارة يا رب! يا رب..ويرخصون تذاكرهم يا رب” بحرقة!

 بعيداً عن الضحك: 

نحن “أكبر” من أن نلقي باللائمة كلها على جهة واحدة، أو فرد بعينه. المطار الجديد، سيفتتح بإذن الله، وجميع الانتقادات بما فيها هذا المقال، ستصبح من نصيب النسيان. مثال ذلك، بيت الأوبرا في سيدني إذ عانى من نفس المشاكل المالية وتلك الخاصة بإدارة المشروع، وتأخر لعقود من الزمن لكنه اليوم إيقونة المدينة ورمز القارة! وإن شاء الله سيكون المطار كذلك، لكن كل ما أتمناه ويتمناه كل قطري، ألا تحذو بقية المشاريع العملاقة حذو هذا المشروع على الأقل تُصرف الزيادة في أوجه أخرى، ويبذل الجهد في محاولات جديدة، ويعطى الوقت لغيرها من المشاريع.

 

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. خولة

    2013/04/10 - 04:43 م

    كما قلت يبدو أن هذا الكوكب
    لم يعد صالحا للحياة بسبب
    ما نرى ويحدث فيه لكن أملنا
    بالله أكبر
    نسأل الله الفرج والتيسيير

    مدونة جميلة
    وفقك الله وبارك فيك

  2. Ajayan

    2013/04/13 - 01:25 ص

    وفجئة صحيت من الحلم …..خير اللهم اجعله خير

    متوازن في خيالك كأثر هذه المره مراعة لعدم الاصطدام ببعض العوائق لا مرئية

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات