ليلى ومن؟

خمس وعشرون سنة مضت ربما أكثر على فاجعة ليلى حين اطلعت على “تقرير المأساة”، قصة هكذا كانت. حفظت كل صغيرة وكبيرة. لماذا دخلت الغابة؟ أين كانت تقصد؟ ما الذي كانت تحمله؟ كم المدة اللي استغرقتها ذهاباً لقريبتها؟ من تعرض لها؟ هل تعرض لها أثناء الطرق؟ أم تربص بها حيث أرادت؟ هل نجت الجدة؟ أم كانت العمة؟ كان كل شيء واضحاً حينها، حقدت على المجرم، لكن يميناً أحلف لكم أن الأمر اختلط علي اليوم وقد سمعت القصة تردد علي، وفي كل مرة تنقص أحداث وتزداد أخرى، ومن كل فاه تنجو شخصيات وتُقتل نفسها أو غيرها في سرد آخر. بل قيل لي أن ليلى غوت المجرم، الذي كان يمضي حال سبيله. وفي أحد “تقارير” هوليوود قيل أن المجرم كانت تربطه علاقة بليلى، وعليه كان انتقاما غذته الغيرة.

يميناً أحلف لكم أني نسيت اليوم ما الذي حل بليلى، هل كانت نهاية حزينة أم نهاية سعيدة؟ ثم “من هو المجرم؟ “من هو المجرم؟” هذا سؤالي في كل مرة أسمع أحداً يقول ليلى كانت تلبس رداءً أحمر، إلى آخر ذاك من وصف أو تعليل للحادثة، أو توضيح للتقصير في تأخر العم أو الأب الذي جاء بالفأس لينتقم من المجرم. أريد أحد من الرواة أن يجيبني لأرضي فضول ابنتي وهي تسمع، ثم تسأل “بابا، من المجرم؟” يا سادة احفظوا وجه والد أمام ابنته، ولا يستهين أحدكم بعقول الأطفال، فيقول تكتمل الرواية فيما بعد، خاصة وإن كانت عالمية، فهم سرعان ما يفهمون أن الراوي لم يكمل عمله بعد..

ثم ما بالي في كل مرة يجول بي طيف “ذئب؟”

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. منيرة محمد

    2012/06/16 - 02:22 ص

    أظن أنها خرافة ؤلم تحدث من قبل لأن قصه الذئب الذي يأكل هي بالأصل خرافة هنود الحمر حيث يتحول الرجل في سن معين إلى. مستذئب بحيث أننه. على الأطفال إلا يتأخروأ وان يعودوا قبل غروب الشمس. كما في سندريلا قيل أن حذاءها من زجاج وبالاصل صاحبة قصة هي روسية وكان الحذاء من الخشب ..

    قرأت أكثر من مرة أن ليلى أكلها أبيها لأنه كان مستاذبا. والكثير ثم الكثير ولكن دائما ماتكون القصص الأطفال شبه حقيقة لكن يصعب البحث عنها ..

    مقالا جميلا وأتمنى. لك التوفيق

  2. Um3azzan

    2012/06/16 - 09:18 ص

    تدوينة ممكن قراءتها في اكثر من جانب :)
    حاولت ان أقص لابني هذه القصة مرة .. ولكن بعد حجم التأثر والخوف الذي وجدته في عينيه قررت ان لا أعيدها!
    ليلى والذئب قد تكون رمزا لكل قصة تروى .. ان سمعتها من جانب المتعاطف مع المجرم ظننت ان ليلى المخطئة .. وان سمعتها من جانب اهل ليلى .. فهي بريئة وكل ما إرادته هو قطف بعض الورود لجدتها! ويبقى المتلقي حرا ليصدق اي من الجانبين او يكذب الحكاية باكملها!

  3. Weetabix

    2012/06/16 - 10:07 ص

    أعجب أنك ضيعت وقتاً وجهداً في كتابة موضوع مثل هذا !

    قرأت لك ماهو أفضل من هذا بكثير

    على يقين أن عملك القادم سيكون أفضل من هذا

  4. raed

    2012/06/16 - 10:44 ص

    شكرا للردود،
    Weetabix تزامنت هذه التدوينة مع أحداث محلية نعيشها فقلت أسقط الموضوع، على أمل أن تعجبك التدوينات القادمة.

  5. أسامه العسيري

    2012/06/17 - 12:01 ص

    حاولت أن أفهم المغزى … خمس وعشرون سنة؟ تقرير؟ روايات متضادة؟ هل الموضوع مقصود به سورية؟ أم اﻹعلام العربي؟ أم مصر؟ … أو هل أنا أحاول تبرير ما لا يمكن تبريره ؟

    أشكرك بأنك جعلتي أفكر! :)

  6. حنين

    2012/06/19 - 10:58 م

    واضح أن القصة لها مغزى وليست القصة قصة ليلى ، هذا مافهمته منذ الوهلة الأولى ، وشكراً

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات