مع الفرد، لا الجماعة -2

التدوينة السابقة، وكثير من الأمثلة الحية التي نراها على الوسائط الإجتماعية كدور شباب جدة أثناء السيول، والعثور على المفقودين، وتبرعات الدم والمال حتى المشاركة في بعض الاستبيانات، أثبتت أن الأفراد أكثر إعتماداً على بعضهم البعض من الاعتماد على المؤسسات. في حين أن المؤسسات اقتحمت هذه المجتمعات الافتراضية للتقرب من الأفراد دون أن تعالج الخلل الذي جعل من الأفراد ينفرون منها في المقام الأول، فأصبحت تدافع عن وجهة نظرها وأصبح دخولها لهذه المجتمعات بغية دفع الاتهامات لا بغية التواصل. بل أن بعض الهيئات لامت نفسها ألف مرة على الدخول، وقد تعذر عليها الانسحاب اليوم.

المؤسسات اليوم رهينة كلام منمق حول رؤية لا تستطيع معاينتها معاينة الظمآن للسراب، رددته دوماً فصار الكلام يملكها ولا تملكه، وصار الأفراد يقيسون مدى نجاحها بتحقيقها ذاكم السراب! الفرد يملك رأيه، ووقته، وماله فمتى أراد شيئاً حققه على عكس المؤسسات التي تظل حبيسة آليات عقيمة، وتتردد ألف مرة قبل أن تقوم بخطوة واحدة، لأن كل فرد في هذه المنظومة يخشى أن يؤاخذه رؤسائه من فوقه وأن يتحدث أقرانه بجهله، أو أن يتهامس مرؤوسوه بخطأ رأيه.

على المؤسسات أن تعيد النظر في سبب إيجادها، وأن تحاسب نفسها بكل صدق وشفافية هل أدت واجبها نحو الأفراد؟ أم هي غدت عالة على من أوجدها ومن وجدت لأجله؟ لهذا أنا على قناعة وفي ظل هذا العجز المؤسساتي، أن الفرد للفرد أنفع، وفي جلب نفعه أسرع من جماعات ترهلت أصابها الكبر، والوهن والخرف.

  مع تحيات،

رائد

فرد وإن إنتميت لجماعة.

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات