للصغار:الفرق بين المعلم والقائد.

يجري المشهد في مقر لقوات مسلحة، حيث تتألف هذه القوات من أحد عشر فوجاً، وقد تم اتهام عميد الفوج السادس بالخيانة العظمى، فأصبح منصبه شاغراً. يدور النقاش في أحد الأروقة بين مقدميْن هما  المقدم رينجي أبراي، والمقدم إيكاكو مادارامي. فكان النقاش بينهما على هذا النحو الذي أسرده عليكم:

رينجي: هناك تخمينات حول من سيتم اختياره كعميد للفوج السادس، كما تعلم.

إياكاكو: وهل يشغلك هذا؟ ابتسم وهو ينظر إليه.

استجمع رينجي قواه وأخذ يتكلم وكأنه يتذكر كلاماً أعده مسبقاً: إيكاكو سان في هذه الأوقات، تبحث الجماعات عمن يقودها. وأريد منك التقدم رسمياً بطلب للجنة..

إيكاكو مقاطعاً: هراء..

ثم أخذ بالمشي في ناحية أخرى تاركاً المقدم رينجي وراءه، تبعه رينجي بعصبية وبنوع من الإلحاح قال: إيكاكو سان لقد رأيت استخدامك للسيف، أنت الأبرع في استخدامه، والأحق من بيننا، الواجب يحتم عليك هذا، إنه القدر يختارنا في مثل هذه الأوقات.

التفت إيكاكو ونظر إليه ببرود: هذه الأوقات..تلكم الأوقات، وهل تحسبني آبه لمثل هذا؟ ثم إني قلت لك مسبقاً أن تكتم أمر مهارتي في القتال بالسيف.

رينجي: لن تستطيع إخفاء هذا الأمر طويلاً.

تنهد إيكاكو، ثم أنه جلس واسند ظهره للحائط: اسمع يا رينجي، أنت عسكري مخلص وطموح وهذا قطعاً مثال لما يجب أن يكون عليه المرء. أنت تنظر لعميد الفوج الرابع  الذي تنتمي له على أنه معلم، لذا فغاية ما تطمح له أنت وما يتوقع هو منك، أنت تتخطى ما نقل إليك من علم. هذا واجب كل تلميذ نحو معلمه، وإلا كان تلميذاً فاشلاً. أما أنا، فلا آبه أن أكون عميداً ذات يوم، لأني إن فعلت فلن أقاتل تحت لواء العميد زاراكاي. لم يكن العميد زراكاي معلماً ذات يوم، ولن يكون كذلك. لكنه قائد بالنسبة لي، فليس لدي ما أتمنى سوى أن أقاتل حتى أُقتل تحت إمرته. هل تفهم هذا؟ إذا فهمت فإليك عني ولا تحدثني عن ترقية هنا أو هناك.   

 فما كان من المقدم رينجي سوى أن إنحنى إحتراماً لرغبة المقدم إيكاكو.

بقي أن تعرف بأن المشهد هذا جزء من مسلسل كارتوني موجه للأطفال والمراهقين. وبقي سؤال للمربين والإعلاميين على السواء: لماذا يتعامل البعض منا مع الأطفال بكل غباء وسذاجة في البرامج المخصصة لهم؟ في حين أن بعض الأمم ترقى بفكر أطفالها لاستيعاب بعض المفاهيم التي قد تستعصي على كثير من البالغين الراشدين منا.   

أتمنى إعطاء الأبناء مساحة أكبر من الثقة في عقولهم ونفوسهم.

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. عبدالله العمادي

    2012/04/13 - 06:35 م

    السلام عليكم ،،

    عجبت أن مثل هذا المفهوم العميق في عنوان المدونة قد استوحيته من “مسلسل كارتوني للأطفال”.

    أغلب ما يُعرض لأطفالنا هو الخير والشر وصراع لا ينتهي وربما الشر يغلب ، وغالباً ما يُعجب الأطفال بالشر لا الخير !.

    أشكرك على هذه التدوينة التي تعلمت من خلالها الفرق بين القائد الذي لا تريد تخطيه والمعلم الذي تطمح لتخطيه لتريه أنك تلميذٌ ناجحٌ.

    صوّبني إن كان فهمي خاطئاً.

    شكراً لك مرة أخرى ، هذه حقاً مساحة متميزة :)

  2. عبير

    2012/04/13 - 09:01 م

    رسالة رائعة استطعت أن تطرحها بإسلوب فريد من نوعه ماشاء الله ..

    نتمنى أن يرتقي إعلامنا ليصل إلى درجة عالية في فن التعامل مع الصغار والرقي بمستوى تفكيرهم وصقله بطريقة ذكية بعيدا عن الأساليب الرتيبة المتبعة ..

    ولا أنكر بأنني استصعبت قليلا المحادثة بين رينجي وإيا كاكو :)

    شكرا أخي رائد

    استمر

  3. SAUD

    2012/04/15 - 09:39 ص

    لدينا مراكز تكوين او إعداد قادة لكننا لم نسأل انفسنا هل القائمين عليها بالفعل قادة ؟

    هذا السؤال يجرنا الى —-> من هم القائمين على اختيار برامج أطفالنا و على اي أساس ؟

    الموضوع يحتاج احترام عقول اطفالنا في داخل البيت و خارجه

  4. مجموعة أعمال جديدة لسكربت ووردبريس ..

    2012/05/07 - 01:05 ص

    […] عرض المقالات  […]

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات