بنيتي الحبوبة..أنا!


مبتدأ: الخيال غريب، وأغرب منه الواقع.

 

خبر:

جلست في بهو الفندق، البهو مزدحم ب”ربعنا وربعهم” جلس بجانبي شاب يعمل في القوات الخاصة، يميل للطول ويلبس سترة عسكرية، وشكله يتهم كل أحد بنظراته، يتفحص الجميع بلا إذن إلى حد الوقاحة والصلافة. “يخرب بيت الحماس” هذا ما فكرت به! من شدة الحماس أردت أن أغني أغنية الراحلة ويتني هيوستن من فلم البودي غارد “وي ول ألويز لوف يو”  لبس نظارة شمسية داكنة، “يخرب بيت الحماس للمرة الثانية أكيد لكي لا يعلم أحدهم في أي إتجاه ينظر ويتهم بعيونه من؟أكيد علموه هكذا حين تلقى تدريبه.” ثم إذ برقبته تميل إلى جنب ولسانه يتدلى! أفا.. طلعت “مواصل” وراقد؟ وا خيبتاه!

ثم إن صاحبه جلس بجانبه، يبدو أنه طويل هو أيضاً لكنه هزيل ويبدو عليه السمنة من سوء التغذية عيوش آخر الليل وحلويات (حسيت عزيزي القاريء أني أخصائي تغذية) لكنه على غرار صاحبه بدا لي بأنه شديد اليقظة  والحذر، حتى أنه يشابه القط في هذا الجانب. يتحدث عبر سلك قد وصل بفمه “حمااااس، أنت اللي رجعت لنا الحماس وعيشتنا مرة ثانية بالجو.” جلس بجانبي وإذ بي أفجع بالحوار:

قايل لك سفرتك الجاية معاي ريلي على ريلك، بوديك (أضف إسم البلد) و (أضف إسم الذنب) و (أضف إسم الذنب) و (أضف إسم الذنب)  و(أضف إسم المكان، ونوع الهلوسة) ثم بعد ذلك لا.. لا (لا تضف إسم المولود!)

أحسست بعفن المكالمة وهو يسري قليلاً حتى يكاد يبل ثوبي، فانطلقت أجلس في زاوية، حتى تم إعلامي بالتوجه لأحد الطوابق ففعلت. خرجت إلى ردهة الطابق فوجدت شاب جالس بجانب أعضاء الفريق الأمني للوفد الأجنبي، وهو يضع إحدى حافريه أجلكم الله على الكرسي، وهو منهمك في مكالمة ما، ويصرخ بانفعال:

لا.. الحين أبيج اتعلميني. من رفيجتج؟

أعضاء الوفد ينظرون إليه بنوع من التقزز، والاستغراب، علي الاعتراف بأن الأمر كان لا يخلو من الطرافة.

شفيها علي؟ أنا ما عمري التفت حق وحدة غيرج.

أنا محدثاً نفسي:كذاب!

والله العظيم.

نفسي تحدثني: بعد كذاب!

أصلاً قولي لي؟ من يعني أوسم مني؟

تملكتني رغبة حارقة بأن أشغل أغنية “بنيتي الحبوبة – لحلا الترك” و أن أشير إلى نفسي في كل مرة تقول فيها: “أنا” ويطرح فيها

الوسيم الغني صاحب البطولات القوي الطويل اللي ما في مثله في البلد سؤالاً من أسئلته:

في أطول مني؟ في أحلى مني؟ في أقوى مني؟ في حد رتبته أعلى مني “على فكرة الأخ حارس مع شديد إحترامي لكن التسلسل العسكري يثبت وجود رتبات أعلى”؟ أرجل مني؟

وعند طرحه آخر سؤال، ذهبت إليه وقد نويت شراً لكن سلّم الله، وتم اصطحابي للداخل حيث تم اللقاء مع أعضاء الوفد.

خرجت فلم أعثر عليه وأنا أقول لنفسي: والله هناك من هو خير منك.


همسة لكل مسؤول أمني: أرجو منكم أن تنتقوا من يمثل أهل هذا البلد مع الوفود المختلفة. لأني أصدقكم هناك شباب أرجل، وأحسن مظهراً وأعطر خبراً من الثلاث الذين مررت بهم.

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. Um3azzan

    2012/03/16 - 09:39 م

    سابقا .. تهافت الشباب على وظيفة الضابط وكانوا ينظرون اليها انها شرف .. الآن يحصل عليها من لم يجد خياراً اخر .. هنا تكمن المشكلة!

  2. سهـ ـيل

    2012/03/16 - 10:32 م

    نريد تغطية الشمس بغربال عندما نحاول أن نتجاهل المشاكل التربوية والأخلاقية والذوقية فضلاً عن المهنية عن العسكريين في دولنا. و نزيد في إثبات تجاهلنا بإمطارهم بأنواع الإطراء في شتى الوسائل بدافع الوطنية وحب الوطن.

    لندع وطنيتنا جانباً لوهلة، فقد ساعد سلوكنا التجاهلي من المسئولين الكبار إلى المواطن العادي على نمو المشكلة. لماذا صورة العسكري لدى العامة تعكس الجلف البذيء السطحي الجاهل الذي لا تأمنه على أهلك؟

    في وجهة نظري، المشكلة في 1- طريقة إعدادهم ؛ 2-في قلة تدريبهم مهنياً.
    1- طريقة اعدادهم:
    صراخ و إهانة و شدة غير معقولة، استوردنا جزءاً منها، وابتكرنا جزءاً آخر، و طبقناها بلا إمضاء لعقولنا فيها وفي جدواها. فيتربون على انتهاك الحقوق، و استبداد القوي على الضعيف، و طحن كل من لا نجد مصلحة معه.

    2- قلة التدريب المهني:
    و تجدها في الشرطة بشكل كبير. الشرطة في خدمة الشعب! هذه جملة مضحكة لدينا، فهل تستطيع سؤال الشرطي عن الوقت مثلاً وسيجيبك بلطف؟

    نعم، يوجد إيجابيات، فالشرطة عند الحاجة لاستبدال كفر سيارتك في الشارع فإنهم يقومون بها بدلاً عنك، لكن هذه الخدمة غير معلنة و لا يبادرون بها إلا عندما تطلبها منهم، وكأنهم يقولون “كفشتنا! ولأنك تعرف أن هذا من حقك سنخدمك”!

    لكن بشكل عام (بدون تعميم)، معروف أن الشرطة تستبد على الأجنبي الضعيف، ما عدا دبي (وليست الإمارات) فقد شهدت فيها احترام الشرطي للأجنبي الضعيف، في مشهد تاريخي كدت أن أبكي فرحاً لأجله.
    كما أن الشرطة لا تقوم بواجبها، فإذا سُرق بيتي أو سيارتي أو جهازي، فلن أعوّل على الشرطة كثيراً.. قد يقبضون على اللص بعد اتلافه ما سرق، لكن لن أتوقع ردة فعل سريعة، كما حدثت مع شخص سرقت سيارته و بلغ عن أنهم “إرهابيين”، وكانت هذه كلمة السر التي أتت بسيارته بعد ساعة فقط من سرقتها!!

    الخلاصة، لكي نكون متواضعين في طلباتنا، أود أن أطلب شيء واحد فقط: أن يؤمن العسكري، خصوصاً من يواجه الجمهور، أنه في خدمة سكان البلد، مواطنين ومقيمين.

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات