سيف، بطّولة ،وزار.

ما أن تناقش أي متحمس للتراث، حتى يذكر لك المثلث المشؤوم لا أعني مثلث برمودا، لكن أعني مثلث  التراث الشعبي و المكون من  سيف، وزار، بطّولة – برقع-

و خذ مهرجان! و عيش جو تراثي لعدة أيام.. عرضة، عجوز لابسة بطّولة وتدوّر الرحى، شباب ماسكين آي فون و بلاك بيري ولابسين هالوزار ونهام لينقضي هذا العرس التراثي والمعرس في صوب والعروس في صوب! ثم تتناوب المقالات، والتصريحات في أن الشباب لا يُقبل ولا يقبَل بالتراث وهي كارثة بالنسبة للهوية. وليش يا سيف؟ وتعالي نتفاهم يا بطّولة وأفا يا وزار!

في حين أن هذه مجرد أشياء، فهل يتصور من يريد إحياء التراث عبرها فقط أن يبث روحا في جماد؟ هي أغراض،تفتقر للروح فهل نكلفها ما لا طاقة لها به؟ أم نتصور أننا لازلنا نعيش عصور الكرامات و المعجزات، و أن أحدهم سيعيد إحياء التراث من الملابس و الأثاث؟

إحياء التراث يكون عن طريق من عاشه فكان جزءً من حياته، ولم يكن بالضرورة تراثا حينها، بل كان عادة اقتضاها ذاكم الزمن. أرجوك إرحمني لا تقل: يوريكا!  وتستضيف شايب مفهي أو عجوز مخرفة! و تستظرف دمك: هلا يبه، وشلون  يمّه؟ و مسابقة اليوم ما معنى كلمة ….؟ من أراد أن يحي التراث بحق فعليه باثنين إما عن طريق الأدب أو التاريخ. متى ما أحيينا سير الأولين، متى ما عشناها حينها سنعرّج بلا شك بكل تلكم القطع

فلا تذكروا السيف خاليا لكن اذكروا من شهره فيم و لم؟

و لا تذكروا الوزار و كل ما حمل مركب ذات يوم، دون أن تخلقوا عبر الأدب قصصاً يتعلق بها الناس: كيف عاش أهل البحر وما قاسوا؟

و اذكروا حياء النساء في ذاكم الزمان و ستمرون على ألف برقع و بطولة.

عندها نذكر هوية من قبلنا، لنسردها لمن بعدنا.



عجوز لابسة بطّولة – برقع- و تدير رحى. الولد و العلم عند الله إسمه سيف، و أكيد لابس وزار!

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. تراث مظلوم – تدوين

    2012/02/24 - 10:05 م

    […] يتناول رائد في مدونته حديثا عن التراث ومثلثه الشعبي، يتحدث عن رؤية الشباب لبعض الأشياء التراثية التي لا يفهمها، وعن الطريقة الخاطئة التي يتعامل بها الجيلان تجاه رموز تراثية إرسالا من مطبقيها واستقبالا من الشباب. […]

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات